شهدت أميركا عملية إطلاق نار جديدة أوقعت ثمانية قتلى على الأقل إثر اقتحام مسلح مركزا لفرز البريد في مدينة انديانابوليس في وسط الولاياتالمتحدة في وقت متأخر الخميس قبل أن ينتحر. قال رئيس بلدية انديانابوليس، عاصمة ولاية انديانا، جو هوغسيت "هذا الصباح، يخيّم علينا الحزن". وأضاف "الحزن على عائلات الضحايا والحزن على الموظفين الذين فقدوا زملاء والحزن على كثير من الأميركيين الذين يسعون لفهم كيف تستمر مآسي كهذه في الحدوث مرارا وتكرارا". استمر الهجوم الذي جدّ في مستودع لشركة "فيديكس" قرب مطار المدينة بضع دقائق فقط. وقال نائب مدير قسم التحقيقات في شرطة انديانابوليس كرايغ ماكارت خلال مؤتمر صحافي إن المعتدي المفترض ترجّل من سيارته نحو الساعة 23,00 الخميس (03,00 ت غ الجمعة) حاملا بندقية هجومية و"بدأ إطلاق النار عشوائيا، في المرآب بداية" ثم في المستودع "قبل أن يقتل نفسه". وقتل ثمانية أشخاص فيما أودع خمسة آخرون المستشفى. تقدّر الشرطة الفدرالية أنه "من السابق لأوانه التكهن" بدوافع مطلق النار، ولم توضح شركة "فيديكس" إن كان موظفا لديها. وقالت الشركة المتخصصة بالشحن في بيان "نحن مصدومون وحزينون لمقتل أعضاء من فريقنا خلال إطلاق النار المأسوي الذي وقع في مقارنا في إنديانابوليس... سلامة موظفينا هي أولويتنا المطلقة ونحن نتعاون بالكامل مع السلطات المكلفة التحقيق". على صعيد متصل، دانت الجمعة عائلات موظفين في الشركة الانتظار الطويل الذي عانوه للتواصل مع أقاربهم بسبب قاعدة تمنع بعض العاملين في "فيديكس" من استعمال الهاتف الجوال أثناء العمل. وقالت تامي كامبيل، وهي زوجة موظف، لتفلزيون "فوكس 59" إن الشركة "أعطتنا رقما للاتصال به لكنه لم يوفر لنا أي معلومة". وأضافت "يجب أن يغيروا سياستهم حتى نتمكن من الاتصال". وأكد متحدث باسم الشركة لفرانس برس أنه "بموجب برتوكول أمني ولتقليص عوامل الإلهاء (...)، فإن حمل الهواتف الجوالة في بعض مناطق العمليات (...) محصور بأعضاء الطاقم المرخص لهم بذلك". - سلسلة حوادث -روى رجل يعمل في المكان لمحطة تلفزة محلية أنه رأى المسلح حين بدأ باطلاق النار وسمع أكثر من عشر طلقات. وأضاف جيريمياه ميلر "لقد رأيت رجلا مسلحا ببندقية رشاشة يطلق النار. اختبأت على الفور". وقال موظف آخر في المنشأة يدعى تيموثي بويا للتلفزيون المحلي إنه رأى حوالى 30 سيارة تابعة للشرطة تصل الى المكان. وأوضح "بعد سماع إطلاق النار، رأيت جثة على الأرض ... لحسن الحظ كنت بعيدا بما فيه الكفاية حيث لم يتمكن مطلق النار من رؤيتي". من جهته، قال الرئيس جو بايدن في بيان إن العنف المسلح "يقتل" روح الأمة الأميركية، وأمر بتنكيس الأعلام في المباني العامة الفدرالية. وأسف الرئيس الديموقراطي لأن "أميركيين كثرا يموتون يوميا نتيجة العنف بالأسلحة النارية". يأتي ذلك بعد سلسلة من حوادث إطلاق النار المماثلة في الأسابيع الماضية في اتلانتا وبولدر ولوس أنجليس. وهذه الآفة المتكررة في الولاياتالمتحدة، تعيد بانتظام إطلاق الجدل حول انتشار الاسلحة النارية في البلاد لكن بدون إحراز تقدم ملموس في هذا المجال. وأعلن الرئيس جو بايدن خلال الشهر الجاري ستة إجراءات تنفيذية قال إنها ستساعد في وقف الأزمة الناتجة عن عنف السلاح. وقال بايدن أمام أعضاء الكونغرس "علينا أيضا أن نحظر البنادق الهجومية وملقمات الأسلحة الكبيرة". وأضاف "إنه إحراج دولي... آن الأوان للتحرك". وتدابير الرئيس محدودة نظرا لصعوبة تبني الكونغرس قرارات شجاعة نتيجة الأغلبية البسيطة التي يحوزها الديموقراطيون. رغم ذلك، هاجم الجمهوريون تلك الاجراءات وحذر زعيم الحزب في مجلس النواب كيفين مكارثي من "تجاوز غير دستوري". وما زال العديد من الأميركيين متمسكين بحقهم في الاحتفاظ بسلاح ناري. منذ 1 كانون الثاني/يناير قتل أكثر من 12 ألف شخص بسلاح ناري، وفق موقع "غان فايلنس أركايف".