أظهرت جولة ل «المدينة» في السوق المركزي للاسماك بجدة (البنقلة)من سيطرة شبه تامة للعمالة الوافدة على كل من الحراج الرئيس ومنافذ البيع وفروع الشركات العاملة في مجال توريد الأسماك والمتركزة فروعها في داخل السوق، واقتصار تواجد السعوديين على الدلالين وأصحاب البسطات «الوحدات» والحراسات الأمنية رغم وجود عدة قرارات حكومية بتوطين وسعودة مهن البيع والشراء في «البنقلة». وأبدى كثير من متسوقي ومرتادي السوق المركزي للأسماك التقت بهم «المدينة» استغرابهم من انعدام وجود السعوديين وقلة الرقابة على الحراج ومنافذ البيع، متسائلين الى متى يظل هذا السوق الحيوي والمهم للاقتصاد الوطنى غير موطن؟. على الحكمي يقول: أنا كمتسوق يحزنني في كل مرة أتسوق فيها من «البنقلة» الغياب شبه التام للسعوديين سواء في الحراج أو منافذ البيع، مشيرا الى أن السعوديين الموجودين في هذا السوق هم إما دلالون في الحراج أو بعض أصحاب الوحدات او البسطات، بالإضافة الى الحراسات الأمنية مع أن هناك الكثير من الشباب السعودي الراغب في دخول هذه المجال ولكن بشرط تهيئة بيئة عمل السوق لتكون في مستوى تطلعات الشباب، وهو ليس بالصعب فالسعودي لا يريد إلا الأجر المعقول والالتزام بساعات العمل الرسمية. ويتفق مسعود أبو غزالة -وهو متسوق في العقد الخامس- مع رأي الحكمي متسائلا لماذا لا يوجد سعوديون في «البنقلة» واقتصار عملهم على الحراسات الأمنية رغم وجود عشرات الوظائف في الحراج ومنافذ البيع وفي الشركات التي تعمل داخل السوق. ويضيف أنه لاحظ من تعامله مع بعض السعوديين العاملين سابقا في السوق من تذمرهم من ضعف الاجور والتي لا تتجاوز 3000 ريال أو 3500 ريال وهى النسبة المطلوبة في التأمينات الاجتماعية لتسجيل السعوديين في المنشأة إضافة إلى عدم حرص ورغبة وقناعة بعض الدلالين وأصحاب البسطات بالسعودة كمشروع وطني. أما سالم الحربي، والذى تعود على شراء الأسماك بشكل أسبوعي فيرى أن عدد الوظائف الموجودة داخل السوق كثيرة وليست فقط منافذ بيع، ويفترض أن يكون هناك خطة واضحة لتوطينها وليس لزيادة اعداد العمالة الوافدة كما يحصل الآن، مستغربا عدم وجود الاهتمام الكافي من الجهات المسؤولة عن السوق في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين السعوديين، ومتسائلا: إذا كان هناك قرارات توطين فلماذا لا يوجد تشديد كافٍ من الجهات الرقابية وبشكل يومي. الدوسري: وجود الشباب السعودي بالسوق ثقة واطمئنان سلطان الدوسري المتحدث باسم إمارة منطقة مكةالمكرمة، وهي الجهة المسؤولة عن توطين السوق المركزي للاسماك بجدة، أكد ل"المدينة" أن المستأجرين للوحدات والدكاك الموجودة بسوق السمك المركزي هم من السعوديين، ولكن يكثر وجود العمالة الناقلين للأسماك وعمال تنظيف الأسماك والمأكولات البحرية والعمالة التي تعمل تحت كفالة أصحاب هذه الدكاك والوحدات من السعوديين. ولفت أن التنسيق مستمر بين الجهات المعنية ويتم دورياً القيام بجولات ميدانية للتأكد من نظامية العمالة وتمكين السعوديين والحرص على تذليل التحديات والصعوبات التي يتعرض لها الشباب السعودي الراغب والجاد في العمل. وأضاف: أنه لا يخفى على الجميع بأن وجود الشباب السعودي العامل في سوق السمك يشكل مصدر ثقة واطمئنان لكثير من المستهلكين ويجد ترحيباً من الجميع. أبرز ملاحظات جولة المدينة داخل السوق المركزي: ارتفاع نسبة العمالة الوافدة وغياب المواطنين الممارسين للبيع. عدم وجود مواقع يمكن تأجيرها للشباب السعودي إذ إن غالبية الأماكن تم تأجيرها من التجار والدلالين بالسوق. اقتصارالمراقبة داخل السوق على التأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية. أعداد السعوديين العاملين في فروع الشركات داخل السوق محدودة جدا.