ما العبقرية يا ترى؟ ومن هم هؤلاء العباقرة؟ وكيف نكتشف العبقرية؟ هل يلعب التحليل النفسي دورًا في ذلك؟ وما الفرق بين الموهوب والعبقري؟ كلها أسئلة تدور حول العبقرية والتي وإن كنت لا أملك لها تعريفًا خاصًا بها إلا أنني أستطيع أن أتلمس طريقها فقدماء العرب زعموا أن هناك وادي يطلق عليه عبقر وهو بدون شك السبب في إلهام الشعراء قصائدهم وهم ينسبون قدرة الشعراء على النظم إلى الجن ولذا لقب امرؤ القيس شاعر الإنس والجن ليس هذا فحسب فقد كان ذكاء الفرد الخارق يدل على استعانته بالجن ولكن ماذا لو عرف هؤلاء الجاهليون علم النفس بل ماذا لو عرف هؤلاء الجاهليون عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد أو صديقه كارل يونج، اعتقد أنه لكان تغير أشياء كثيرة وأولها تفكيرهم، ربما لن يعتقد هؤلاء الجاهليون في الجن كما كانوا في السابق ولكانوا ارجعوا ذلك إلى قدرات الفرد الخاصة التي قد تكون خارقة وأحيانًا عادية وأحيانًا أقل من المستوى العادي. نلاحظ وجود السحرة بكثرة أيضًا في مسرحيات شكسبير أنهن الساحرات اللاتي يقرأن الطالع ولكن ما دخلنا الآن والسحرة.. وما نوعية العباقرة الذين نحبهم هل هم مثلا عباقرة الرياضيات مثل ألبرت أينشتاين أم أنهم عباقرة الأدب والعلوم الإنسانية. كتب الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد عبقرياته أيضا ولكن بوحي من الدين الإسلامي الحنيف فرأينا كتاب (عبقرية محمد) و(عبقرية عمر) و(عبقرية خالد) هؤلاء عباقرة في التاريخ بلا شك والحديث عن عبقريتهم يطول وهكذا فمفهومنا عن العبقرية يطول. وكتب الكاتب المصري سمير عبده كتابًا لطيفًا وصغيرًا اسمه (العلاقة المتبادلة بين العبقرية والجنون) وفيه يدرس سمير عبده العلاقة بين العبقرية من جهة والجنون من الجهة الثانية واستطاع أن يثبت وجود علاقة بين العبقرية والجنون وأبرز مثال على ذلك إصابة معظم العباقرة بالجنون في أواخر حياتهم مثل آرثر شوبنهاور وفردريك نتشه وإسحاق نيوتن وغيرهم من العباقرة الذين كان الجنون نصيبهم في الدنيا. يحكون عن العباقرة سقطاتهم فأحيانا تكون عبقرية أحدهم نتيجة سقطة من أعلى البيت أو تغير في جمجمة الراس تكون سببًا فيما بعد في عبقريته وقد يكون العبقري مضطرب الروح كالمرضى النفسيين وقد شاهدنا ذلك في شخصية كافكا وبودلير.