في ظل الحراك الذي ينتهجه بعضهم سعيًا للتطوير والتجديد لعمل ما، تجد البعض الآخر له وجهة نظر مخالفة (وجهة خاصة به).. لا بأس من تقبل وجهات النظر.. والأخذ ببعض ما يقوله الناس مطلب.. إذا كانت الآراء مقبولة وتهم الجميع ومبنية على أسس متينة وأركان وزوايا ومثلثات ومربعات المصلحة العامة.. سليمة النوايا ثابتة المبادئ والقيم «وإن كان مقياسها صعبًا» قوية في مواجهة المتغيرات الطبيعية قابلة لامتصاص الصدمات والعواصف.. يأتيك من يقول رأيه «ولو أدى إلى جرح مشاعر الآخرين» من وجهة نظره الشخصي.. لكنه لا يقبل النقاش فيما يقول ولا يعطي فرصة للتعديل والحذف والإضافة.. ليس لشيء سوى أن الموضوع ومناقشته قد تكون نتائجه في غير صالحه..!! العجيب أنك ترى وتسمع من يحْمِل في نفسه.. وربما صب جام غضبه عليك.. واتهمك بما لم يكن فيك..! لأنك لم تكن في صفه ناسيًا أو متعمدًا بأنك تقول رأيًا محايدًا ومحاولًا تجنيب البعض ضبابية الرؤية حول بعض المنعطفات التي يلزم تجاوزها بهدوء وثبات دون تسرع قد يؤدي إلى تلف بعض المركبات. جميل أن يسعى البعض للتعددية (تعددية الآراء) وطرح الرؤى وسبر أغوار الأمور.. وتقبل النقد وتصحيح ما يجب تصحيحه من أجل الخروج بنتائج ترضي الكثير ممن يهمهم الأمر.. لا أقول الجميع لأن هذا مطلب صعب المنال.. بينما بعضهم -مع الأسف- لا يحلو لهم سوى سماع صدى كلماتهم (أنا وفقط).. ينافحون بكل قوة عما يرونه يحقق أهدافهم فإن لم يستطيعوا ألبسوا الآراء الخاصة بهم لباس التحزب والتجييش ضاربين بالمصلحة العامة عرض وطول الحائط (على غرار ما يحدث في بعض الانتخابات الرياضية والمجالس المحلية والنوادي الأدبية وحتى مسابقات الشعر المحلية والإقليمية). وبعد زمن يطول أو يقصر قد تعود الأنفس إلى صوابها ويتصافح الفرد مع أخيه ليستنشق الكل عبير التلاقي وشذى التصافح.. ويتسابق الجميع نحو التكاتف والتآزر والتآخي لتحقيق الأهداف العامة.. هذا إذا كانت النفوس كبارًا.. أما إذا استمر البعض في عناده وخوفه من التنازل عن بعض قناعاته فإن الهم والحسد أول ما يبدأ بصاحبه.