نحب الصراحة ونتحدث بها ونبحث عنها ولكن للأسف قليل هم الذين يتعاملون بها في حياتهم مع الناس.. نكره الظلم نرفض أن نراه بيننا، ولكن بعضنا لا يشعر بأنه ظالم لأنه يرى أنه هو العدل.. نتحدث عن الحب وصدق التعامل فنجد أن أفعالنا لا تشير إلى هذا الحب ولا إلى حسن الخلق بل نجد أفعالنا تتمثل في الكراهية، في حب الذات، في الأنانية، نحث أبناءنا على مساعدة الآخرين وعلى التحلي بالأخلاق الفاضلة ونرفض نحن أن نتقيد بذلك مع أننا نعلم أننا نمثل القدوه لهؤلاء الأبناء، فكيف نريد تعليمهم مكارم الأخلاق ونحن بعيدون عنها وعن التقيد بها، وكثيرًا ما نتحدث عن الموت، عن يوم الحساب، وعن أهوال يوم القيامة ويغشانا الخوف والرعب عند تذكر ذلك الموقف العظيم ولكن لا نسأل أنفسنا ماذا فعلنا لكي نستعد لذلك اليوم..، أعتقد أنه لا شيء سوى التذكر والتخيل.. نتكلم دائمًا عن الأخوة، عن التلاحم والتقارب وصلة الرحم وننتقد الآخرين وذلك طيب والآخر سيئ الخلق ونحن نمثل الصورة السئية من خلال التنافر والتباعد وقطع حبال الوصل مع أقاربنا وأصدقائنا ونجهل ذلك ونعود ونبرر ذلك بأن مشاغل الحياة وهمومها هي السبب.. فالابن يقلد أباه فيما يفعل وهكذا نجد أننا نشكل أفرادًا ينقصهم الحب والوفاء فالكل ابتلاه الله في نظري بعقدة اسمها النقد والكلام فقط، فنحن فعلاً نلمس ونشاهد كل هذه الصور غير المرضية تحدث أمامنا في كل لحظة ولكن ما الذي فعلناه لكي نلغيها من حياتنا وما الذي فعلناه لكي نبني مجتمعًا يقوم على الحب وعلى الصدق لا شيء، اكتفينا فقط بالنقد الجارح، تصيبك الدهشة ويعلو وجهك الاستغراب عندما تجد شخصًا يقوم بنقد شخص آخر ويرفض تصرفاته ويوجه إليه بالعديد من النصائح مع أنه في الوقت نفسه يقوم هو بارتكاب هذه التصرفات والغريب أيضًا أن الشخص الذي أمامه يستمع إليه وينصت في انتباه تام مع أنه يعلم أن هذا الشخص الذي يخاطبه كان من الأجدر به أن ينصح نفسه أولاً وقبل كل شيء ولكن يستمر النقد من شخص لآخر ومن وقت لآخر في وقت نجد أن ما يحدث يؤكد لنا بوضوح أننا أصبحنا نكذب حتى على أنفسنا أحيانًا.