سواء صدقت رواية تربية معهد الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، خفافيش حية في أقفاص بهدف إجراء التجارب عليها، قبل أشهر فقط من بدء انتشار كورونا أم لم تصدق، وسواء استفاد محققو منظمة الصحة العالمية، الباحثون في أصول الفيروس بالصين، من حقيقة أن تفشي الفيروس كان أوسع نطاقًا بكثير في ووهان في ديسمبر 2019 مما كان يعتقد سابقًا، أم لم يستفيدوا، مطلوب من المنظمة إن كانت بالفعل عالمية ونزيهة وغير خاضعة لجبروت دولة معيَّنة أن تكشف في النهاية عن خفافيش البشر الذين ساهموا بشكل أو بآخر في تفاقم المرض في كل المراحل بما فيها مرحلة اللقاح. على صعيد الخفافيش الحية تقول صحيفة «ديلي ميل» في تقريرها المنشور الأحد 14 فبراير 2021 أن معهد ووهان للفيروسات قدم طلبًا في يونيو 2018 للحصول على براءة اختراع ل«أقفاص لتربية الخفافيش» التي ستكون «قادرة على النمو والتكاثر الصحي في ظل ظروف صناعية».. وبالفعل تم منح براءة الاختراع، التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية، في يناير 2019.. أي قبل 11 شهرًا من إعلان بكين ظهور الحالات الأولى للفيروس في المدينة، وعلى بعد أميال قليلة من معهد الفيروسات. ووفقًا للصحيفة ذاتها، تناولت براءة الاختراع انتقال (سارس - كوف 2) عبر الأنواع من الخفافيش إلى البشر والحيوانات الأخرى، وأن «الخفافيش المصابة بالفيروس بشكل طبيعي أو صناعي ليس لها أعراض سريرية واضحة، وأن الآلية غير معروفة». واحتوت براءة اختراع قفص الخفافيش على تفاصيل شاملة عن ظروف التغذية والشرب والتكاثر، قائلة إن الحيوانات «يتم أسرها حسب الحاجة، يتم تحريرها بعد أخذ العينة المطلوبة أو رفعها مؤقتًا (لفترة) من الوقت». وبالأمس فقط، اكتشف محققون من منظمة الصحة العالمية، يبحثون في أصول فيروس كورونا في الصين، علامات على أن تفشي الفيروس كان أوسع نطاقًا بكثير في ووهان في ديسمبر 2019 مما كان يعتقد سابقًا، وهم يسعون بشكل عاجل إلى الوصول إلى مئات الآلاف من عينات الدم من المدينة التي لم تسمح لهم الصين بفحصها حتى الآن. وقال المحقق الرئيس لبعثة المنظمة بيتر بن امبارك، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، إن البعثة وجدت عدة علامات على انتشار في 2019 على نطاق أوسع، بما في ذلك المنشأ الأول، حيث كان هناك أكثر من 12 سلالة من الفيروس في ووهان بالفعل في ديسمبر. وأضاف اختصاصي سلامة الأغذية بمنظمة الصحة العالمية أن العلماء الصينيين قدموا للفريق 174 حالة إصابة بفيروس كورونا في ووهان وحولها في ديسمبر 2019 وهو ما «يعني أن المرض كان قد أصاب ما يقدر بأكثر من 1000 شخص في ووهان في ذلك الشهر». نتذكر ونذكر هنا للتاريخ، أن منظمة الصحة العالمية قالت قبل فترة قليلة، إن التسرب من المعهد «غير مرجح بدرجة كبيرة» مانحة شيئًا من المصداقية للنظريات التي تشير إلى أن الفيروس ربما دخل الصين عن طريق اللحوم المجمدة. في كل الأحوال لن أخوض كثيرًا في شرح هذه المعلومات أو التصريحات أو التلميحات، لكن السؤال الذي يفرض نفسه وسيظل عالقًا بأذهان البشر هو: ماذا عن الخفافيش البشرية التي كانت وما زالت تحوم حول الفيروس، وتوزع خريطته وخط سيره، فلما دخلنا مرحلة اللقاح راحت تؤدي نفس الدور؟.