أعلن جو بايدن، اليوم الأربعاء، تجميد منح التراخيص للتنقيب عن المحروقات في الأراضي والمياه الفدرالية، إضافة الى تنظيم قمة دولية حول المناخ في نيسان/ابريل، وفق بيان للبيت الابيض. وسيوقع الرئيس الاميركي في وقت لاحق اليوم الاربعاء قرارا يفصل هذه الاجراءات وبينها تنظيم الولاياتالمتحدة قمة للقادة حول المناخ في 22 نيسان/أبريل الذي يصادف "يوم الارض" والذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق باريس الذي انضمت اليه واشنطن مجددا بعد بضع ساعات من تولي الرئيس الجديد منصبه. وصاغت إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي نصا يفرض تجميدا للحصول على حقوق امتياز جديدة لعمليات حفر نفطية وغازية في الأراضي والمياه التي تملكها الحكومة على ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست". ومع أن قرار التجميد لن يؤثر على حقوق الامتياز الممنوحة سابقًا إلا أنه يسمح لجو بايدن بالإيفاء بأحد وعود حملته الانتخابية. ويتوقع أن تتعهد الولاياتالمتحدة الحفاظ على 30 % من الأراضي والمياه الفدرالية حتى العام 2030 من أجل لجم التراجع في التنوع الحيوي على ما أوضحت وسائل إعلام أميركية عدة. ويأتي ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولاياتالمتحدة تقريبا من موارد للطاقة منتجة على أراض فدرالية على ما جاء في تقرير حكومي العام 2018. وتفيد أرقام وزارة الداخلية أن منح حقوق الامتياز للتنقيب عن النفط والغاز والفحم در على الحكومة الأميركية 11,7 مليار دولار خلال العام 2019. ومع سلسلة الإجراءات هذه يقترب بايدن بشكل ملموس من هدفه المتمثل بالتخلي تدريجا عن مصادر الطاقة الأحفورية وتحييد أثر الكربون في قطاع الطاقة بحلول 2035 وعلى صعيد الاقتصاد برمته بحلول 2050 مشروع يثير جدلا إلا أن بعض المنظمات البيئية مثل منظمة "أوسيانا" غير الحكومية تأمل أن يذهب بايدن أبعد من ذلك مع تحويل قرار التجميد إلى منع دائم. وأوضحت ديان هوسكنز الناطقة باسم "أوسيانا" بهذا الخصوص "من خلال حماية سواحلنا بشكل دائم من عمليات الحفر الملوثة في عرض البحار ومن خلال تفضيل موارد الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح في البحر، يمكننا بالتزامن مكافحة التغير المناخي وضمان اقتصاد يراعي بيئة سواحلنا". وأثار المشروع الرئاسي كذلك انتقادات حادة من أوساط موارد الطاقة الأحفورية. وقال مايك سومرز رئيس أكبر اتحاد للعاملين في الصناعات النفطية والغازية في الولاياتالمتحدة إن "خفض استغلال (مصادر الطاقة الأحفورية) على الأراضي والمياه التي تملكها الدولة ليس سوى سياسة تهدف إلى استيراد المزيد من النفط". وأضاف "الطلب على الطاقة سيستمر بالنمو ولا سيما مع تحسن الوضع الاقتصادي ويمكننا أن نختار بين أن ننتج الطاقة التي نحتاجها هنا في الولاياتالمتحدة أو أن نرتهن لدول أجنبية مناهضة للمصالح الأميركية". قمة للمناخ وتشكل القمة حول المناخ مناسبة للولايات المتحدة "للجلوس على طاولة المحادثات مع الآخرين" من أجل المضي قدما في مكافحة الاحترار المناخي قبل انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ (مؤتمر الأطراف ال26) في المملكة المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر على ما أكد ديفيد واسكو من معهد "وورد ريسورسز إنستيتوت". ويتوقع الخبير أن ترفع الولاياتالمتحدة من أهدافها البيئية التي قد تشمل خفضا بنسبة 50 % لانبعاثات غازات الدفيئة الشاملة بحلول 2030 مقارنة بمستويات العام 2005. وسيعرض الرئيس الديموقراطي على الكونغرس الشهر المقبل خطة للمناخ قيمتها ألفا مليار دولار من شأنها وضع الإجراءات المراعية للبيئة في قلب الاقتصاد الأميركي. لكنه قد يواجه تحفظات من الأعضاء الجمهوريين مع أن التوصل إلى اتفاق بين الحزبين أمر ممكن. وقالت شيري غودمان التي عملت على مسائل البيئة في عهد الرئيس باراك أوباما "ينبغي ألا ننسى أن ولايات مثل تكساس ووايومينغ تمتلك قدرة كبيرة في مجال طاقة الرياح". وأضافت أن "تسارع ذوبان الكتل والأجراف الجليدية وانهيار التربة الجليدية وارتفاع درجات الحرارة تبرز أهمية اعتماد المناخ كعنصر أساسي في سياستنا الخارجية".