لاشك أن العلاج النفسي يعتمد على الطبيب النفسي والأخصائي السلوكي فكلاهما مكملان لبعض، فالطبيب النفسي يعتمد علاجه على وصف الدواء الذي يساعد على تخفيف الأعراض التي يعانى منها المريض النفسى، أما العلاج السلوكي فيعتمد على جلسات استشارية تساعد المريض على التغلب على مشكلته النفسية وكيفية مواجهتها وذلك بتحفيز الإرادة الداخلية. ولاشك أن ضعف هذا الدور السلوكي أوجد ثغرة في استغلال البعض لهذه المهنة بفتح مكاتب فخمة للكشف على الحالات المضطربة وبأسعار خيالية، وبعد ذلك يتم تقديم ورقة استبيان لتعبئتها وهى تتضمن على عدد كبير من الاسئلة، وأيضاً بسعر إضافي وخيالي غير رسوم الكشفية بدواعي ودوافع تحليل شخصية المريض وتقييم حالته، وبعد ذلك يتم التعامل مع المريض بكل الأساليب الاستغلالية من أجل الاستفادة المادية، وفي الأخير إما يقال له بأنه مسحور أو أن هناك عمل خفي أجري له، أو أنه يعاني من الفوبيا والهلع بسبب صدمة ما فى حياته، ويطلب منه عمل بعض الوصفات الشعبيه مثل رش الملح اثناء الاستحمام بالماء البارد وغيرها، وكثير مثل هذه الوصفات التي تعتمد على الاحتيال وتكون حصيلته فى النهاية استنزاف المريض بمبالغ كبيرة بمقابل فائدة وهمية قصيرة وتعود بعد ذلك حالة المريض كما هي. فعند زيارة هذه الشخصية في مكتبه نجد كل أركان الجدران مزدهرة بشهاداته، بينما هدفه وشعاره الذي يخطط له في النهاية هو استغلال المريض وانتهاز فرص معاناته واحساسه بعدم قدرته على انجاز مهامه وشعوره بالعجز، فيتم شفط كل ما في جيوبه. وما دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو مع الأسف انتشار الاضطرابات النفسية في مجتمعنا بصورة ملحوظة لدرجة قد لا تخلو عائلة إلا بوجود حالة مضطربة قد تزعج وتعكر صفو العائلة. أخيرًا.. فأن الفرد الذي يعاني من الاضطرابات النفسية التي لا تستوجب الدواء من حقه أن يجد الشخص المناسب الذي يقف بجواره وينهي معاناته، وهذا ما أرجوه أن تهتم به القطاعات الصحية في مملكتنا الغالية لأن هناك نقصا في هذا المجال، وهذا مما ساعد على لجوء شريحة كبيرة من شبابنا الى هذه الشخصيات الوهمية التى ذهب ضحيتها كثير من أبنائنا.