السعودية العظمى كالعادة تثبت للعالم أنها في مستوى التحديات، في رئاستها لأكبر تكتل اقتصادي عالمي (مجموعة العشرين الاقتصادية)، أمام «جائحة» فيروس كورونا، الذي عصف باقتصاديات العالم بل عطلها بالكامل.. قمة العشرين الاقتصادية ورئاستها وإدارتها على مدار عام كامل ليس بالأمر السهل الذي يتصوره البعض بل تحتاج إلى جهد مضاعف، وبخاصة مع وجود هذا الفيروس الغامض الخفي المميت كورونا. وزراء ومسؤولون تنفيذيون وخبراء ومتخصصون وشابات وشباب سعوديون في رئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية أثبتوا للعالم أنهم بالفعل تنفيذيون يعتمد عليهم بعد الله في انجاح هذه الرئاسة وهذه القمة ومخرجاتها التي سوف تنعكس إيجاباً، بدون أدنى شك، على اقتصاديات دول العالم.. قيادة سعودية حكيمة تؤمن بأن نجاح أي عمل هو بتقسيم العمل وإعطاء الصلاحيات للتنفيذيين بعيداً عن المركزية والبيروقراطية البغيضة التي تفسد أي عمل.. «حكم رشيد» أثبت للعالم أن المملكة لديها الكفاءات والقدرة والإمكانات في رئاسة مجموعة العشرين بكل كفاءة عالية ومهنية على الرغم من خسارة العالم واقتصادياته لتريليونات من الدولارات بسبب فيروس كورونا، الذي عطل الإنسان وعطل الآلة، بعبارة أخرى عطل الإنتاجية في جميع دول العالم دون استثناء.. ليأتي البيان الختامي لقمة الدورة ال15 لمجموعة العشرين برئاسة المملكة، ليؤكد على «التزام مجموعة العشرين بقيادة العالم نحو التعافي بعد جائحة كورونا»، والعمل على إعادة اقتصادات المجموعة إلى مسارها».. وأكدت قمة العشرين على «دعم جميع الدول النامية والأقل نمواً في مواجهة كورونا مع التركيز بشكل خاص على الفئات الأكثر تأثراً بالجائحة».. كما «مددت مجموعة العشرين تعليق مدفوعات خدمة الدين 6 أشهر إضافية حتى يونيو 2021».. وأكدت مجموعة العشرين على «التزامها بتمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، ومواجهة التحديات الراهنة واغتنام فرص القرن ال21 للجميع». رئاسة فاعلة لمجموعة العشرين بقيادة المملكة، والتي سلمتها لايطاليا لرئاسة المجموعة لعام 2021 متمنية لإيطاليا النجاح في رئاستها للمجموعة العام القادم.. هذه هي السعودية العظمى لا تحتفظ بالنجاح لوحدها ولا تبخل به بل تريد من بقية دول المجموعة النجاح تلو النجاح. وعقب البيان الختامي قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- «إن أكثر من 11 تريليون دولار توفرت لحماية الاقتصاد العالمي، وقمنا بحماية الأفراد من فقدان وظائفهم مع الاهتمام بالمناطق الأكثر فقراً في العالم من خلال تمديد تعليق سداد الديون وتوسيع المبادرة، وسنستمر بتقييم الوباء»، وأضاف ولي العهد «أن أكثر من مليار إنسان استفادوا من مبادرة تعليق الديون من قبل المجموعة».. كما أكد يحفظه الله «أن القمة وافقت على منصة الكربون الدائري، إضافة إلى إطلاق مبادرة الرياض لإصلاح منظمة التجارة العالمية، إلى جانب اتفاق دول مبادرات التعافي الاقتصادي» وأردف قائلاً «أن دول مجموعة العشرين اتفقت على مبادرات بشأن التعافي الاقتصادي»، وأوضح «أن رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين في دورتها الخامسة عشرة، ركزت على عالم أكثر استدامة، ووفرت الدعم الطارىء للدول الأكثر فقراً في العالم».. واستطرد سموه قائلاً «إن المملكة قدمت 500 مليون دولار لجهود إنتاج لقاح كورونا وتوفيره للجميع، واتخذت جميع الإجراءات لحماية الأرواح». هذه هي السعودية العظمى التي تستغل رئاستها لمجموعة العشرين لتطالب بدعم اقتصادات الدول النامية والأقل نمواً المتضررة من جائحة كورونا، وتعليق الديون عنها لمدة ستة أشهر، وتوفير اللقاح لجميع دول العالم دون استثناء.