حتى وإن تم تعيينه وزيراً أومسؤولاً عن ملف التغير المناخي في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يثير اسم جون كيري الشجون والهموم لدى كثيرين عاصروه داخل وخارج الولاياتالمتحدة. ومن الواضح على هذا النحو أن بايدن سيخرج كل من في جعبة الحزب الديمقراطي، ليس من أيام أوباما فقط، وإنما من أيام بيل كلنتون.. والأيام دول!. ومن الواضح على هذا النحو أن منطقتنا «الشرق الأوسط وأفريقيا» ستكون حاضرة بقوة في حقائب المسؤولين الجدد بإدارة الرئيس بايدن سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادى أوحتى المناخي. وأعود لجون فوربس كيري السياسي المخضرم الذي شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية الثامن والثمانين من عام 2013 إلى عام 2017. وكان المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 2004، وخسر أمام الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش. والواقع أن مجرد ذكر اسم كيري في هذه المرحلة يعني الكثير ليس على مستوى متوسط أعمار القيادات الأمريكية الجديدة فقط، وإنما على مسار تغييرات وأحداث كثيرة في الشرق الأوسط كان تارة طرفاً فيها وأخرى شاهداً عليها خاصة ما يتعلق بأحداث العراق أواخر عهد الرئيس صدام حسين. ومع الفارق تأتي سوزان المرشحة بقوة لوزارة الخارجية، لتثير هموم وشجون من نوع آخر، وهي التي رفضت أن تخلف هيلاري كلينتون بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما في عام 2012، بعد الجدل المستمر المتعلق حول الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، قائلة إنه إذا رشحت فإن «عملية التصديق ستكون طويلة ومضنية ومكلفة». واذا عادت حقيبة وزارة الدفاع في إدارة بايدن، إلى ميشيل فلورنوي ستصبح بذلك أول امرأة تتولى رئاسة البنتاغون، حيث سبق أن تولت فلورنوي منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية إبان الولاية الرئاسية الأولى لباراك أوباما. لقد أمضت ميشيل، حياتها المهنية بأسرها مستغرقة في نظريات الحروب وتطبيقاتها، بداية من جدل الحد من التسلح في الثمانينيات إلى الاتجاه إلى مكافحة الإرهاب، ويصفها البعض بأنها «عقل البنتاجون» حيث تضم حقيبتها أوراق قضايا تهمنا مثل العراق وأفغانستان والقرن الأفريقي. وإذا تولت وزارة الخزانة برينارد رئيس لجنة نواب الوزراء للعلاقات الدولية في ادارة كلينتون، ومستشارة للوزارة ذاتها في عهد أوباما، سيكون ملفنا الاقتصادي كذلك حاضراً بقوة، ويذكر لها أنها ساعدت في بناء منظمة جديدة بالبيت الأبيض لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية مثل الفقر والجوع، والأزمة المالية الآسيوية وانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية. أعود فأقول إن جو المرشح عن الحزب الديمقراطي، سيختلف يقيناً عن الرئيس بايدن، وإن جون كيري وزير الخارجية الأشهر في عهد أوباما سيتغير مع التغير المناخي، وإن سوزان الثائرة دوماً في حديثها ستختلف عن رايس وزيرة الخارجية، لأنها ليست سياسات أفراد بل دول.. ولأن الأيام أيضا دول!.