كشف اختصاصيون نفسانيون عن نجاح المملكة في تخفيف الضغوط الحياتية لكافة شرائح المجتمع خاصة فئة الشباب حيث فتحت الباب لمشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية وهو ما اسهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة مؤكدين أن معاناة الإنسان في عالم اليوم من المتاعب والاضطرابات النفسية والوجدانية، تحت ضغوط وتداعيات اعتلال الصحة النفسية، وعزا مشاركون في ندوة جمعية الثقافة والفنون في الباحة بالشراكة مع صحة المنطقة عن ( الصحة النفسية وجودة الحياة) بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية إلى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتعذر التصالح معها. تحسين جودة الحياة وأوضح الاستشاري النفسي الدكتور محمد عبدالله الشاووش أن منظمة الصحة العالمية والحكومات تنفق تريليون دولار سنوياً على برامج التعافي من الاكتئاب والفصام والاضطرابات النفسية، مؤكداً خطورة التردي في المرض والسكوت عنه بذريعة الخجل في ظل التلازم بين المتاعب النفسية والجريمة والإرهاب والانتحار، ولفت إلى ما استشعرته رؤية المملكة من أهمية الصحة النفسية وما تبنته من تركيز على استراتيجية جودة الحياة القائم على أسس لتحسين نمط حياتنا وبناء مجتمع ينعم افراده بأسلوب حياة متوازن، عبر تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية بما يسهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، و يحقق أهداف البرنامج في وتوليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاطات. خطط دفاعية وعد الاستشاري النفسي الدكتور سلطان بن مشرف الخطط الدفاعية ضرورة لمجابهة الاعتلالات النفسية، مشيراً إلى أن 75%من المتعبين نفسياً لا يتمتعون بالعناية الطبية اللازمة بحكم الثقافة الموروثة، وأبدى تحفظه على رقاة يعارضون العلاج النفسي دون إثبات فرضيات معالجتهم التقليدية علمياً، وحمّل الفن المرئي مسؤولية تشويه صورة الطبيب النفسي في الذهن الجمعي، وتطلع لتدريب الشخصيات على التفاؤل والتفاعل ومعرفة احتياجات الأطفال مبكراً والتعامل مع المراهق بسياسة الاحتواء وإعلاء شأن الحوار والتحكم في الانفعالات بمهارة، ولفت الاخصائي النفسي الدكتور تميم علي دماس إلى مضامين اللائحة التنفيذية للصحة النفسية وحضاريتها بتجريمها إيذاء المريض النفسي وسن عقوبات التطاول باللفظ أو السلوك أو المعاملة غير الإنسانية، موضحاً أن ما يقارب 40 % من المجتمع يعانون من متاعب نفسية، و60 % يعانون ولا يراجعون الأطباء والعيادات، وعد مدير المركز الإعلامي بمنطقة الباحة جمعان الكرت الإعلام شريك في تنمية الوعي بأهمية الصحة النفسية وحذر من مغبة الرسائل السلبية وترويج الشائعات عن العلاج بالعلم والطب. سلوكيات الطلاب وأكد الحاجة للإعلامي المتخصص في الشأن الصحي، وتناول مشرف الصحة المدرسية سعيد عيدان دور التعليم والمعلمين في المعالجات السلوكية للطلاب والطالبات من خلال المرشدين والمرشدات وعبر منصة مدرستي. فيما كشف مدير عيادات مستشفى الصحة النفسية ببلجرشي الدكتور سعيد الشيوخ عن تقديم خدمة العيادات الافتراضية للمتعرضين لمتاعب أو ضغوط نفسية ما يتيح للأفراد والأسر التواصل مع الطبيب النفسي والمستشفى أونلاين من داخل منازلهم تفادياً لأي حرج. تجسير الفجوات وأبدى مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الباحة فهد المجماج سعادته بالمشاركة والحوار حول الصحة النفسية، ورحب بنقاش النخب وتجسيرها الفجوات بين الإدارات الخدمية والمجتمع، وتبنى عدداً من المداخلات و وجهات النظر منها عيادات نفسية ثابتة ومتنقلة، في المستشفيات والمراكز الصحية والمهرجانات والمناسبات الموسمية، فيما عبّر مدير فرع الجمعية علي البيضاني عن امتنانه لشركاء فعاليات الجمعية، وثمن دور إدارة التوعية الصحية النفسية والتعليم ومؤسسات الإعلام والنخب الثقافية في تعزيز صحة وسعادة المواطن بالتغذية الإيجابية الراجعة.