أطلقت جامعة الملك عبدالله (كاوست) الأربعاء الماضي أول برنامج من نوعه لدعم الابتكار في المنشآت الصغيرة والمتوسطة وأنشأت قسمًا حديثًا في الجامعة يتيح للمنشآت الوصول إلى موارد وقدرات تقنية عالية، ويستهدف البرنامج على وجه التحديد دعم نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، ويساعد «برنامج خدمات الابتكار للمنشآت الصغيرة و المتوسطة» جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الاستفادة من قدرات وإمكانات النظام البيئي للابتكار في الجامعة للتغلب على كافة التحديات التي تواجهها وزيادة قاعدة عملائها والوصول إلى أسواق جديدة وبالتالي المساهمة الفاعلة في تعزيز النمو الاقتصادي للمملكة. من جانبه أكد المهندس سامي سرحان رئيس خدمات الابتكار في جامعة كاوست أن الجامعة تحرص على دعم المنشآت المتوسطة والصغيرة في برامج غير مسبوقة على مستوى المملكة لخدمة تلك المنشآت من خلال خطط تم إعدادها وتهيئة كل الامكانات المناسبة للارتقاء بخدماتها وتطوير منتجاتها، وقال في رده على سؤال ل»المدينة»: إن المنشآت التي لا تواكب التطوير والتقنية والابتكار قد تضعف وتتلاشى، مؤكدًا سهولة إجراءات التواصل مع القائمين على برامج دعم الابتكارات من خلال إيميلات ومواقع التواصل المتاحة للجميع. من جهته قال عمر كتبي: إن المنشآت سواء الصغيرة أو المتوسطة يجب أن تتعامل مع التقنية والرقمنة بشكل إيجابي وفاعل حتى تتمكن من البقاء والمنافسة، مشيرًا إلى أن الفرص متاحة أمامها للتحول إلى منشآت أكبر فيما لو قامت بالتعاون مع الفريق المساعد والمختص بدعم برامج الابتكارفي جامعة الملك عبدالله (كاوست) للنهوض بمشروعاتها ضمن برامج محفزة ومبادرات متقدمة تهدف لمساعدتها على تطوير منتجاتها والوصول إلى عملاء جدد وأسواق اوسع. 99 % نسبة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتمثل المنشآت الصغيرة والمتوسطة داخل المملكة أكثر من 99٪ من القطاع الخاص، ومع ذلك فهي تساهم حاليًا بنحو 28.7٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحسب تقرير صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)، ما يشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه هذه المنشآت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030 وتعزيز توجه المملكة نحو اقتصاد متنوع ومزدهر. وانطلاقا من التزام كاوست نحو المساهمة الجدية والفاعلة في تحقيق رؤية 2030، قررت الجامعة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بصورة أساسية كي تتمكن من زيادة مساهماتها في الناتج المحلي الإجمالي ليصل الى 35٪ بحلول عام 2030. وقال د.كيفن كولين، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في كاوست: «المنشآت الصغيرة والمتوسطة هي محرك اقتصاد الأمة ومن أهم مصادر الدخل وعوامل خلق فرص العمل، وبصفتنا جامعة ذات رسالة طموحة في صميمها دعم التنمية الاقتصادية في المملكة، فإننا عازمون على جعل تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة أحد المجالات الرئيسة التي سنركز عليها في السنوات القادمة عبر تسخير بيئة الابتكار المتقدمة في كاوست لتحقيق هذه الغاية». ويأتي البرنامج الجديد عقب الانتهاء من الاستطلاع الشامل الذي أجرته كاوست مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)، والغرف التجارية في جدة والرياض والدمام، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومجلس الغرف السعودية، والذي شمل مسح 500 منشأة صغيرة ومتوسطة في جميع أنحاء البلاد، ويعتبر الاستطلاع الجامعي الأول من نوعه الذي يجمع بيانات خاصة عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، وبناءً على نتائج الاستطلاع، أطلقت كاوست «برنامج خدمات الابتكار للمنشآت الصغيرة و المتوسطة» لإشراك تلك المنشآت في النظام البيئي للابتكار في الجامعة، حيث ستتمكن المنشآت والمشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى أحدث المرافق والمختبرات الأساسية في كاوست، والاستفادة من مواهب طلبة ومهندسي الجامعة وعلمائها، والحصول على الاستشارات الفنية وبرامج التدريب والخبرة البحثية والعلمية المتخصصة في مجال تسريع نقل المعرفة وتطوير المنتجات الجديدة والحصول على فرص تمويل أكبر، فضلًا عن إتاحة الوصول إلى الملكية الفكرية الخاصة بكاوست. وقد أكمل برنامج الشراكات مع المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالفعل أول ورش عمل له في مجال الذكاء الاصطناعي والنماذج الأولية السريعة، بهدف طموح يستهدف 1000 منشأة صغيرة ومتوسطة في السنوات الثلاث المقبلة. وقال عبدالمجيد العمراني مدير إدارة الابتكار في منشآت: «الابتكار ينمو بشكل متسارع ومستدام من خلال منظومة شاملة وهذا ما يعكسه التقرير المميز من رغبة أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة بتبني الابتكار في منتجاتهم لتعزيز النمو في أعمالهم من خلال رغبتهم بالتعاون مع جامعة ريادية مثل كاوست». استطلاع لرصد الاحتياجات وأفاد محمد يوسف ناغي، رئيس مجلس إدارة غرفة جدة: حرصًا من غرفة جدة على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبما يتلاءم مع توجهات رؤية المملكة 2030 لدفع عجلة التنمية، ساهمت غرفة جدة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) على تعميم استطلاع رأي يهدف إلى قياس مدى حاجة المنشآت الصغيرة والمتوسطة للبحث العلمي والابتكار، وذلك بغرض تطوير برامج الشراكة في مجال البحث و التطوير. كما عملت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) مع كاوست على تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودعم مجالات تنميتها. حصر التحديات وقال المهندس أحمد الهليل، مدير الصحة والبيئة في «مدن»: تسعد «مدن» بالمساهمة الفاعلة عبر استكشاف نتائج استطلاع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لحصر التحديات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة محليا والتي تشكّل شريحة كبرى من شركائها الحاليين، بالإضافة للسعي لابتكار الحلول الملائمة، خاصة أن «مدن» قد تميزت بخدمة هذا القطاع عبر منتجات مميزة متنوعة للقطاعين الصناعي واللوجستي، كما قدمت منذ تأسيسها حوافز وحلول خلاّقة لدعم نجاح ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة كالمصانع الجاهزة والحلول التمويلية بالشراكة مع الجهات المختصة، كما أن «مدن» مستمرة بسعيها الحثيث نحو خدمة القطاع الصناعي عبر العديد من المبادرات ومنها مبادرة التجمّعات الغذائية التي تهدف الى خلق بيئة صناعية ملائمة لتوطين صناعة الأغذية بالمملكة ورفع تنافسيته و جذب المصنعين الغذائيين و سلاسل الامداد التابعة لها والتي سيكون لها اثر إيجابي على نمو قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. 5 نتائج للاستطلاع الجدير بالذكرأن نتائج الاستطلاع كشفت خمس استنتاجات رئيسة عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية: • مثّلت المنشآت المشاركة أكثر من 25 صناعة مع سيطرة كبيرة لمجال التصنيع، يليه البناء، ثم تقنية المعلومات والاتصالات. • أشارت نصف المنشآت المشاركة تقريبا إلى أن التحدي الأكبر الذي يوجههم يتمثل في نقص الخبرة والمعرفة. • عبرت 75٪ من المنشآت المشاركة عن رغبتها في الدخول في شراكة مع كاوست لمواجهة التحديات التقنية لديهم • أكبر ثلاث مجالات للتطوير المهني طلبًا كانت المعدات العلمية والمخبرية، والذكاء الاصطناعي، والتدريب على تطوير الأعمال. • تقدمت 80٪ من المنشآت الصغيرة والمتوسطة المشاركة بطلب خدمة ابتكار وريادة أعمال واحدة على الأقل. من مزايا البرنامج: - إتاحة الوصول إلى أحدث المرافق والمختبرات في كاوست. - الاستفادة من مواهب طلبة ومهندسي الجامعة وعلمائها. - الحصول على الاستشارات الفنية وبرامج التدريب والخبرة البحثية. - إتاحة الوصول إلى الملكية الفكرية الخاصة بكاوست.