لاشك أن أصل كل عمل يعود إلى القلب وجميع أهل العلم متفقون على أن أصول الخطايا والشقاء ثلاثة هي: الحرص والكبر والحسد. أما الحرص: أخرج آدم عليه السلام من الجنة، ترك جميع ما بين يديه من نعيم الجنة وطمعَ وحرصَ على الممنوع وهي الشجرة، فهو سبب خروجنا من الجنة، وهو بداية الشقاء وقس على ذلك ما يحصل لنا اليوم من الحرص على القليل الفاني، وترك الكثير الدائم وتقول نفس الطمع النفس الطمّاعة هل من مزيد. ويليه الكبر: أخرج إبليس من رحمة الله، وأولُ ذنبٍ عُصي الله به وطرد بسببه ولُعن وحُكم عليه بالنار أبداً، وأقسم بعزة الله أنه يجتهد بهلاكنا وقس على حالنا اليوم تجاوزنا في المعاصي الى الانتكاسات الفطرية. ويليه الحسد الذي كان سبباً لأول جريمة في تاريخ الإنسانية قتل قابيل لأخيه هابيل، وقس على حالنا اليوم وما نعيشه من صراعات داخلية وخارجية على مستوى الفرد والمجتمع. فهذه الثلاثة أصول قاعدة كل معصية على وجه الأرض فكانت شرارة لجميع الملاحم الدموية، والدمار على تاريخ الإنسانية بدون استثناء. يجب أن نتأمل حالنا كأمة إسلامية مصطفاة على جميع الأمم، وموعودنا بالجنة في حال اجتنابنا هذه الخصال المهلكة والتي اختصرها الله بقوله إلا من أتى الله بقلب سليم، وحثت الشريعة الاسلامية على تجنبها. * تنويرات: تمسك بمثلث السعادة الذي هو نقيض مثلث الشقاء وهي: - الحرص يقابله القناعة والرضا على نصيبك من الدنيا وإيثار الآخرة عليها. - الكبر يقابله التواضع ومن تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين. - الحسد ويقابلة حب الخير للناس وكما قيل أحسن نيتك يحسن الله حالك وتمنى الخير لغيرك يأتيك الخير من حيث لا تعلم. * الخلاصة: ادع ربك وابذل جهدك وكافح بعقلك خصال الشقاء والنكد في حياتك قبل أن تكون ذنوبًا في آخرتك، فلا كسبت متعة الدنيا ولا نعيم الآخرة، فهذه دعوة من الله ورسوله للاهتمام بالبواطن قبل الظواهر، ألا وهي مضغة القلب فهي أقصر طرق الجنة.. فإن كانت سليمة فأعمالك سليمة، وإن كانت فاسدة فأعمالك هباء منثورا.