أجمل ما في التقدم بالعمر.. إنه كلما كبرت تستصغر أموراً كثيرة.. كانت تستهلك طاقتك ومشاعرك يوماً ما، فالنضوج سمه تعيد ترتيب الأشياء والأشخاص في حياتك، لأنك لن تحصل أبدًا على شيء كامل، ستحصل على أشياء ناقصة تكتمل برضاك.. أعد ترتيب أفكارك وارضى بما قسمه الله لك.. فالحياة ليست تحت قانون المساواة بين ساكنيها. إن الله هو العدل وقد منحه بيننا بأن أملك شيئًا أنت لا تملكه.. وتملك أنت شيئًا آخر اتمنى أن أملكه.. فليس بالمساواة متساوون ولكن بالعدل متعادلين. أعظم نعمة قد يمتلكها الإنسان في حياته هي نعمة «الرِضا».. إذ يعيش معها القلب مُرتاحًا، مُطمئنًا، هانئًا، وتُحوِّل العالم إلى جنّة في عيني صاحبها، فيبصر من خلالها قيمة كل شي يملكه، مهما كان بسيطًا ارض وسترى اتساع رحمه الله في فؤادك.. فالرضا عبارة عن عامود داعم لقلب الإنسان.. استشعر أصغر النعم وأعلم انك أغنى الأغنياء بها، وتذكر هناك دائمًا شُعاعٌ للأمل اسمه الرضا.. كن راضياً وعش بسيطاً تلقى الأيام تحتضنك سروراً.