لأن الحالة الوحيدة تقريباً التي تخرج فيها جائزة نوبل دون التصاق تهمة التسييس بها هي صحة الإنسان أو بالأصح فرع الطب، فان التحية تظل واجبة للعظماء الذين شاركوا ويشاركون في اكتشاف المزيد والمزيد لصالح البشرية. مع ذلك فإن خبر منح الجائزة هذا العام إلى البريطاني مايكل هوتن والأميركيين هارفي ألتر وتشارلز رايس بفضل «اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي» سيمر سريعاً وسينساه الناس خلال أيام!. ورغم عظمة الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء الثلاثة في مكافحة هذه «المشكلة الصحية العالمية التي تتسبب بتشمّع الكبد وسرطان الكبد لأناس من العالم أجمع»، فإن شبح الفيروس اللعين كوفيد 19 سيحرمهم ويحرمنا جميعاً من الاحتفاء بهم على النحو الذي يستحقونه!. والحاصل أن نوبل للطب، منذ ذهبت عام 1901 للألماني أميل فون بهريغ مكتشف «الدفتريا»، ثم لزميله البريطاني في العام التالي رونالد روس مكتشف «الملاريا»، وحتى وصلت الى الأمريكي جيمس ألسون والياباني تاسوكو هونجو مكتشفي علاج السرطان عام 2018، والبريطاني بيتر راتكليف والأمريكي سيمنزا مكتشفي كيفية تحسين الخلايا لتوفير الأوكسجين العام الماضي.. منذ ذلك الحين وحتى الآن لم تمر بمنعطف أو اختبار صعب مثلما تمر به الآن وحتى نهاية 2021! وبعبارة أخرى فإن علماء الطب في العالم مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى، بالتوصل الى سر كوفيد 19 الذي أنهك العالم كله، ووصل الى عتبة البيت الأبيض والبيت الأحمر والكرملين أيضاً!. ويقيناً لو نحينا الجانب السياسي أو المؤامراتي، سيتوصل العلماء لهذا السر المريب، ليعيدوا أمجاد نظرائهم الذين اكتشفوا علاجات السل والإيدز والحمى، والذين سجلوا أسماءهم بحروف من نور في ساحة القضاء على الأمراض عموماً، ومواجهة الفيروسات تحديداً. في جانب الفيروسات تحديداً نتذكر السير فرانك بورنت الأسترالي الذي اكتشف القدرة المناعية المكتسبة عام 1960 والأمريكي بيثون روس مكتشف الفيروسات المسببة للأورام ومواطنه تشارلس هو عنس مكتشف علاج سرطان البروستاتا، وكذلك الأمريكي ريناتو دولبيكو الذي اكتشف التفاعل بين فيروس الورم والمادة الوراثية للخلية عام 1975.. القائمة تطول.. ويبدو أن حديثنا عن كوفيد 19 سيطول ويطول!.