أعلنت فرق الإطفاء في كاليفورنيا الإثنين أن حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا أتت على أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر مربّع فيما أعاق الدخان الجهود المبذولة لإجلاء عشرات الأشخاص المحاصرين بسبب حريق خارج عن السيطرة. وأوضحت وكالة مكافحة الحرائق الحكومية في كاليفورنيا (كال فاير) إن حريق "كريك فاير" في شمال كاليفورنيا امتد حتى الآن على مساحة أكثر من 540 كيلومترا مربعا، ودمر 65 مبنى وخرج عن السيطرة. وصدرت أوامر للعديد من المجتمعات في المنطقة الواقعة شمال شرق فريسنو بالإخلاء بسبب خطر امتداد الحريق. وقد حوصر عشرات الأشخاص بسبب النيران السريعة الانتشار وقال رئيس كتيبة فريسنو لمكافحة الحرائق طوني إسكوبيدو إن الدخان يعيق جهود المروحيات العسكرية لإنقاذهم. وصرح للصحافيين مساء الاثنين بأن "تمثّل محاولة اختراق الدخان خلال النهار تحديا للمروحيات العسكرية". وأوضح "لم تتمكن المروحيات من الهبوط وقامت بمحاولات عدة على مدار اليوم". وتابع "سنحاول القيام بذلك مرة أخرى هذا المساء (...) لدينا تقارير تفيد بأن 50 شخصا أو أكثر محاصرون في مواقع عدة". وكتبت إدارة مكافحة الحرائق في فريسنو على تويتر أن "طيارين عسكريين حاولوا ببسالة الهبوط لكن الدخان الكثيف حال دون اتباع نهج آمن للهبوط، وسيتم بذل جهد آخر قريبا لإجلاء الأشخاص المحاصرين في منطقتي ليك إديسون وتشاينا بيك باستخدام تقنيات الرؤية الليلية". وقال المسؤول في مكتب شريف مقاطعة فريسنو براندون بورسيل، إن الأشخاص المحاصرين هم بأمان حاليا، واصفا الحريق بأنه "كارثة غير مسبوقة في فريسنو". وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أنقذت مروحيات عسكرية أكثر من 200 شخص حوصروا بسبب النيران قرب ماموث بول ريزيرفوار. وشهدت المنطقة العديد من الحرائق الكبرى في السنوات الأخيرة، لكن المشرف على الغابات الوطنية في سييرا دين غولد، قال في مؤتمر صحافي عقد مساء الاثنين إن حريق "كريك فاير" كان على الأرجح الأكثر شدة. وأوضحت إدارة الإطفاء إن 976 فردا يكافحون هذا الحريق الذي استمر في الانتشار. "رقم قياسي" ودمّرت هذه المساحة القياسية التي تبلغ أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر مربّع فيما لا يزال أمام موسم حرائق الغابات حوالى شهرين في أكثر الولايات الأميركية اكتظاظا بالسكان، وبينما كان الآلاف من الإطفائيين يكافحون النيران خلال موجة الحر. وقالت لين تولماتشوف الناطقة باسم فرق الإطفاء إنّ "هذه أول مرة منذ 33 عاما نتخطّى فيها مليوني فدّان (ثمانية آلاف كلم مربّع). هذا رقم قياسي حتما. ونحن ما زلنا بعيدين عن نهاية موسم الحرائق". ولقي ما لا يقلّ عن سبعة أشخاص حتفهم هذا العام نتيجة الحرائق في الولاية في حين تضرّر أو دمّر حوالى 3800 مبنى، وفقا للمصدر نفسه. ووفقا لفرق الإطفاء فإنّ أكثر من 14100 عنصر كانوا عصر الإثنين يكافحون لإخماد 24 حريق غابات مستعرا في أرجاء الولاية. وكانت المرة الأخيرة التي تقترب فيها المساحة المدمرة بحريق من ثمانية آلاف كلم مربّع، في العام 2018 وهو العام نفسه الذي حدث فيه حريق "كامب فاير" عندما اشتعلت النيران في أكثر من 1,9 مليون فدان (769 ألف هكتار). وقد بدأ حريق آخر سريع الانتشار، وهو "أوك فاير الأحد في مقاطعة ميندوسينو وأتى حتى الآن على ألف فدان. وقد أدت درجات الحرارة القياسية خلال عطلة عيد العمال التي استمرت ثلاثة أيام إلى تفاقم الحريق، كما أضافت من إجهاد رجال الإطفاء المنهكين في كاليفورنيا. وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة في الولاية وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 49 درجة مئوية الأحد في وودلاند هيلز، وهو أعلى مستوى على الإطلاق في مقاطعة لوس أنجليس.