ما أجمل الكتابة والحديث عن صانع المعروف وفاعله بين الناس وما أروع الزمن الأول الذي ليس بالبعيد كيف كان الناس يتسابقون إليه ويتنافسون فيه ويتواصون ويتباهون به جيل بعد جيل ولكن مع تفشي القيم المادية بين الناس وسيطرتها على المجتمع والنهضة العمرانية واتساعها وتباعدها وتلاشي القيم الانسانية والأخلاقية بين الناس جعل المعروف يشح أو يكاد أن يضيع فما أجمل المعروف إذا وجد في الحياه وفعله، ولقد أوصى الله عز وجل في كثير من الآيات في قول المعروف وفعله ومنها في قوله (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) الآية.. كذلك حث الرسول عليه الصلاة والسلام على فعل الخير والمعروف وقال (كل معروف صدقة) وكما قال أيضًا (أحب الناس الى الله أنفعهم للناس).. فعلينا أن نسعى لفعل الخير والمعروف ولا نخشى الناس ومقابلة الواقع الذي نعيش فيه بكل إيجابية وفاعلية تامة حتى لا يضيع المعروف من مجتمعاتنا.. مع هذا يتعلل بعض الناس في ترك المعروف لما يقع أحيانًا من استغلال ضعاف النفوس والمحتالين فيقول الدنيا تغيرت مما يجعلنا لا نفرق بين الصادق والكاذب.. إن هذا لا يمنعنا أن نبذل ونصنع المعروف وفعل الخير فمازال المعروف والخير في الدنيا موجودين.. لو قرأنا المواقف والقصص في الأجيال السابقة التي حدثت لتسابق الناس ولبادروا الى فعل الخير وبذل المعروف مع الانتباه لمن يحاول خداعهم كما أن سوء الظن بالآخرين يقلل من فعل المعروف فمن يفعل المعروف اليوم قد يكون في يوم ما أحوج الناس إليه فيجب علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لفعل المعروف والخير للناس مهما كان الانتماء بكل الوسائل الممكنة حتى لو بالقول البناء وأن نكون على حذر ويقظة من المحتالين أصحاب النفوس الضعيفة وعلينا أن نغرس في مجتمعنا القيم الحميدة والمبادئ الإنسانية التي ترقي بفاعل المعروف والخير لدرجة عالية في مجتمعنا وهكذا نتفادى ضياع المعروف ونحافظ بيننا عليه ورعى الله صانع المعروف وفاعله.