بلغة كورونا التي هي لغة العصر، ثمة فيروسات فرنسية طفحت عن بعد وربما عن قرب أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان والعراق. لن أتحدث عن الفيروسات الطائفية التي لا تخطئها عين، ولا عن الحميمية السياسية التي لا تتجاهلها أذن، لكني سأشير إلى موقفين سريعين أثناء زيارة ماكرون للبنان. الأول ما ظهر في الفيديو الذي بثته وسائل إعلام فرنسية لماكرون، وهو يوبخ صحافياً من صحيفة Le Figaro، كان برفقته حين زيارته الأخيرة إلى بيروت، بسبب كشفه مضمون «خلوة قصيرة» لماكرون مع محمد رعد، رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» في البرلمان اللبناني. لقد ظهر ماكرون غاضباً وموبخاً الصحافي جورج قائلاً: «إن ما قمت به يدل على عدم المسؤولية حيال مصالح فرنسا ومصالح لبنان.. إن ما قمت به هو تافه، وليس جاداً ومهنياً». هنا مع مصالح فرنسا تسقط معايير حرية الصحافة وغيرها من حجج تظهر فور إساءة أحدهم للإسلام والمسلمين. في نفس اليوم وفيما كان ماكرون يزور بلدين من بلاد المسلمين والمسيحيين العرب، عادت صحيفة شارل ايبدو للإساءة لسيد البشر أجمعين. لاحظ التوقيت والذوق الفرنسي الذي انقلب إلى جليطة، بل إلى ما هو أبشع من الجليطة!. هكذا وفيما كان الإعلام العربي يحتفي بأحضان ماكرون الدافئة، كانت الصحيفة الفرنسية المارقة تحيي مناسبة زيارة ماكرون للمنطقة بإعادة نشر الرسومات المسيئة للنبي الكريم. والسؤال الآن وبعد هذا الفعل الشنيع وبافتراض أن أحداً لم يهمس به في أذن ماكرون، أثناء الزيارة، هل سيوبخ رئيس فرنسا فور عودته محرر شارل ايبدو على بثه لهذا الطفح من الكراهية والعنصرية أم سيقول إنها حرية الصحافة؟. وهل يتبرع أحد من مساعديه فيخبره أن صمته على هذا الإسفاف سيمحو كل ما كان في لبنان، من اهتمام وأحضان حتى ولو كانت لفيروز وماجدة الرومي؟. ويا سيد ماكرون حاول أن تفهم أنه حين يتعلق الأمر بخاتم النبيين، سنقول لك إن الْتزَمْتَ الصمتَ على الإساءة للأديان: سيادتك جبان!.