• استمعت ذات مساء إلى حلقة شافية ضافية، في إحدى القنوات الفضائية قدمها أحد الدعاة، وكانت بعنوان (الاستقرار الأسري) استعرض خلالها بمنظار الخبرة الأسرية، والمنظور الشرعي بضعة مواقف، من الإيجابيات والسلبيات، في نجاح تكوين الأسرة واستقرارها (حياة.. وسعادة.. ومعيشة.. حاضراً.. ومستقبلاً). • وقد اكتظ الجامع الذي ألقيت فيه المحاضرة، بالعديد من الحضور للإفادة من قيمة مؤداها، [أسرياً.. واجتماعياً]. • وقد عدَّد فضيلته بأسلوب وعظي بديع وجذاب، العوامل التي تزرع الألفة والمحبة واستدامة العشرة بين قطبي الأسرة [الزوج/ الزوجة] ومثَّلهما بكفتي ميزان نجاح الأسرة، في تربية أبنائها (توجيهاً.. وتعليماً) وحياة يسودها الوفاق والمودة والرحمة، بعيداً عن منغصات الحياة، وزعزعة كيان الأسرة باتباع السبل التي قد تكون الدافع في خلخلة عش الحياة الزوجية، وهدم كيانها الوثيق. • ووضع فضيلته نقاطاً توفيقية لاستدامة وتوطيد عرى المسيرة الأسرية نحو حياة كريمة، وعيشة هانئة سعيدة، تبنى على المودة والرحمة وبناء جيل سليم، قوامه الاستقامة والصلاح في بناء لبنات فاعلة في المجتمع تسهم في خدمة الأمة والوطن، بعيداً عن الطرق المحفوفة بالمخاطر والدروب الشائكة سلوكياً لخلق جيل يُعوّل عليه كبذرة صالحة ومثمرة في البنية التحتية لمستقبل الأمة والوطن، تحقيقاً لأمل البلاد المنتظر، وساعِدها في بناء المستقبل الواعد على أسس سليمة، ودعائم وثيقة، في نهضة الوطن، وتحقيق آماله وطموحاته [تقدماً ورقياً وتطويراً] وفق متطلبات وظروف المرحلة، انطلاقاً من رؤية المملكة (2030) التي رسمت لكل بناء أسسه السليمة ومنطلقاته الناهضة نحو خير البلاد والأمة والوطن. • وتذكِّرني هذه المحاضرة الهادفة في مدلولها والمثمرة في مؤداها بمحاضرة قيمة، سبق أن ألقاها معالي الأستاذ هشام ناظر -رحمه الله- بنادي الطائف الأدبي الثقافي في بداية افتتاح الأندية الأدبية عام 1395ه، وكانت بعنوان: (البيت أولاً)، وتدور حول تربية الأبناء وصلاح الأسرة، والكيفية التي يمكننا من خلالها الإسهام الفاعل في خلق جيل جديد، يكون في مستوى المسؤولية (وطنياً.. واجتماعياً.. وأسرياً) وجعل البيت هو الركيزة الأولى في التربية، والمدرسة الركيزة الثانية في إتمام الرسالة. وقد وُفِّق معاليه -رحمه الله- في أهداف ومرامي محاضرته، حاضراً ومستقبلاً، وقد قوبلت من الحضور بالقبول والاستحسان وقد أصدرها النادي فيما بعد، ضمن مطبوعاته، لما تضمنته من رؤى تربوية وأسرية ووطنية واجتماعية فاعلة في هدفها ومدلولها. • خاتمة: ما قدمه ويقدمه، أصحاب الفضيلة الشيوخ، من دروس ومواعظ ومحاضرات في أماكن متعددة في مدن وقرى داخل المملكة وخارجها، بعضها طبعت في كتب والبعض الآخر في أشرطة دعوية، معظمها تعالج العديد من قضايا المجتمع والناس بأسلوب يتسم بالنصح والتوجيه والإرشاد، وكان لذلك الدور البارز في معالجة العديد من قضايا المجتمع واستبدالها بما هو أنجع وأصلح دنيا وآخره، وتحسب لهم في ميزان حسناتهم إن شاء الله. • أتمنى من الدعاة الفضلاء في هذا المجال، وهم كثر، أن يكثروا من الغوص في قضايا المجتمع، وما أكثرها، والتعرض لها بأساليبهم المقبولة، والجاذبة نحو العلاج الناجع وفق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما درج عليه التابعون من أصحاب رسول الله، فالمجتمع -أي مجتمع- بحاجة ماسة لذلك، والعلماء هم ورثة الأنبياء، مكانة وقيمة. وهم في نظري، أشبه ما يكونون بالأطباء الذين يَتَلمّسون أماكن الداء في المرضى ويصفون لهم الدواء بإذن الله. نبض الختام: المودة والرحمة هما الركيزة الأساس في توطيد دعائم استقرار كيان الأسرة من الانهيار.