التقارير الصحية تشير إلى تباين كبير وحاد في حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بين أعراض حادة مميتة وهي قليلة جدًا بفضل الله، وأعراض شديدة متعبة تقتضي الدخول للعناية المركزة، لكنها تنجو بإذن الله وهي حالات متعددة، وحالات أعراض خفيفة وهي الأكثر انتشارًا وتعافيًا والحمد لله، وعدد كبير ممن أصيبوا أو كانت نتيجة فحصهم ايجابية أي أصيبوا بكوفيد 19 لكنهم منزوعو الأعراض أي أنهم لم تظهر عليهم أي أعراض.. فلماذا هذا التباين في الأعراض والاختلاف في حدة الاصابات؟! إن أحد التفاسير المبني على الناحية العلمية هو الحرب التي تكون بين فيروس كوفيد 19 وبين الخلايا التائية المناعية في داخل الجسم وليس الأمر مقصورًا على وجود هذه الخلايا وقوتها وكميتها فقط إنما على «ذاكرتها» كذلك حيث تشير البحوث الحديثة إلى أن الناس والأجسام التي تعرضت لفيروسات الأنفلونزا العادية التي فيروساتها من نفس عائلة الكورونا (دفاع الجسم ضد كوفيد 19 يكون عن طريق الخلايا التائية المتخصصة لمهاجمة الخلايا المصابة بالفيروس دون الخلايا السليمة والتي ينتج عنها ذاكرة تمتد لفترات قادرة على سرعة الدفاع عن الجسم في حالة الاصابة الثانوية بنفس الفيروس الذي تم التعرض له مسبقًا أو فيروسات جديدة قريبة الشبه) فانها تختزن في ذاكرتها المحاربة (فتح الراء) وصد كل اعتداء فيروسي من نفس العائلة لانه مشابه له، هذا بالإضافة إلى أن أحد مهام الخلايا المناعية التائية هي محاربة بعض أنواع الفيروسات فإذا تضافرت جهود الذاكرة مع الجهود الذاتية للخلايا المناعية خاصة التائية منها فإن فيروس كوفيد 19 يقضى (ضم الياء) عليه بإذن الله، وبالتالي لا تظهر أي أعراض البتة، وهذا ما يفسر بقلة إصابة الأطفال به حيث هم الأكثر عرضة وإصابة بالأنفلونزا والعكس بالعكس، الذين لم يصابوا بالأنفلونزا فترة طويلة وبالتالي لا تختزن الخلايا المناعية التائية في ذاكرتها أي ملامح عن العدو الذي يشبه أحد عائلتها الذي هو فيروس كوفيد 19 فإنه يترك ولا يحارب هذا بالإضافة إلى أن خلاياهم المناعية التائية أساسًا ضعيفة فإن إصابتهم تكون بالغة وتظهر عليهم الأعراض قوية وقد تكون مميتة خاصة من لديهم أمراض مزمنة قد أنهكت أمراضهم جهازهم المناعي بما في ذلك الخلايا التائية وفِي حالة صحة الجهاز المناعي وقوة خلاياه التائية دون ذاكرة لفيروسات الإنفلونزا فإن الجسم يتعرض لإظهار أعراض متوسطة إلى خفيفة ويتغلب بإذن الله الجهاز المناعي ممثلا في خلاياه التائية على فيروس كوفيد 19 كما أنه معروف مناعيًا إن بعض الحالات للأعراض الحادة والمرضية تكون بسبب اندفاع جهاز المناعة القوي في مواجهة الفيروس مما يفقده السيطرة فينتج عنه ما يعمل على ضرر الأنسجة والخلايا الطبيعية باطلاقه عاصفة من السيتوكينات (cytokines) التي تحدث التهابات في الأجهزة الحيوية بما في ذلك أنسجة الرئة (تفسير ذلك ان الخلايا المناعية غير المتخصصة قد ينتج عنها مناعة فائضة قد تسبب اختلال في الاستجابة المناعية ضد الفيروس وينتج عنها زيادة الالتهابات في المنطقة المصابة عن طريق إفراز السيتوكاينز تنتهي بإصابة الرئة) وبهذا أمكن تفسير تباين حالات الأعراض ب«ذاكرة وقوة» الخلايا المناعية عمومًا والتائية على وجه الخصوص وكذلك بسبب الضرر الذي يحدثه جهاز المناعة بحماسه في الدفاع عن الجسم بما يضر ولاشك أن هناك عوامل أخرى لا يتسع المكان لذكرها، كما أن هناك ما يمكن أن يكشف عنه المستقبل وفوق كل ذي علم عليم.