«العودة بحذر» قرار صحي حكيم وهو يتمثل الوسطية والاعتدال في مواجهة فيروس كورونا، ولست مع من يتقوقع في البيت ولا يخرج إلا للطوارئ وبعضهم يتخذ من ذلك حجة كي لا يذهب حتى الى عمله ويجدها فرصة لا تعوض للغياب عن العمل كما أؤكد انني ضد من يتساهل بعدم أخذ الاحترازات الصحية الأربعة ويتهاون في أي واحدة منها فانه بلا شك يكون كما فعل الصحابي الذي ترك ناقته عندما قدم الى الرسول صَل الله عليه وسلم ولَم يربطها، وقال توكلت على الله، فقال له عليه الصلاة والسلام: اعقلها.. وتوكل فيجب على مستوى الأفراد والعوائل والمدارس والجامعات الأخذ بأسباب الحماية والوقاية من الفيروس.. وبمناسبة قرب موعد العودة للمدارس أصدرت وزارتا الصحة والتعليم الدليل التوعوي الخاص بالمدارس (الوقاية من كورونا) يصلح أن يكون كذلك للجامعات وبمناسبة العودة اقترح على وزارة التعليم الآتي: * بالنسبة للمرحلة الابتدائية والمتوسطة وما قبلهما من مراحل دنيا (حضانة وروضة وتمهيدي) اقترح أن تكون دراستهم لمدة عام عن بعد وبالفصول الدراسية الافتراضية ذلك أن هذا العمر من الأبناء والبنات لا يهتمون كثيرًا بالجانب الصحي ولا يدركون حجم المسؤولية وهم ما دون سن البلوغ، وعلى المجتمع والوزارة حمايتهم ما أمكن.. وفِي هذا الشأن هناك سؤالان يفرضان نفسهما أولهما: كيف يمكن أن تدار العملية التعليمية وفقًا للفصول الافتراضية مع الحفاظ على جودة التعليم؟.. وضحت في مقال سابق أن التعليم الافتراضي نائب فاعل وليس فاعلا ومنها لابد أن تأخذ الوزارة بالجدية في التدريس والدقة في الاختبارات والنجاح في توجيه المدارس ولتحقيق الجودة التعليمية يمكن اختيار بعض المواد التي تحتاج إلى شرح وفهم مثل الرياضيات والعلوم بحيث يرتب لها أوقات حضور في المدارس وكذلك من الجودة التعليمية أن تكون الاختبارات النهائية في المدارس.. والسؤال الثاني: اذا كان التعليم الافتراضي فيه جهد كبير على الأسرة والبيت ويخف بالتالي الجهد على المدارس (الخاصة) فكيف يمكن تخفيض تكاليف الدراسة على أولياء الأمور؟ * أما المدارس الثانوية والجامعات فاقترح عودتهم إلى المدارس حضوريًا آخذين بالتوجيهات التي تبنتها وزارة الصحة وأن تتولى وزارة الصحة المراقبة والمتابعة اول بأول وثلاثة من التوجيهات يمكن تطبيقها (الكمامة، غسل اليدين بالماء والصابون، الحجر عند ظهور الأعراض) وتبقى الإشكالية في التباعد وهو ما يجب على وزارة التعليم الاحتياط له في المدارس الثانوية والجامعات وقد يساعد في ذلك في المدارس الثانوية أن يكون التركيز في الحضور للتخصصات العلمية وتدريس المواد النظرية من خلال الفصول الدراسية الافتراضية أما الجامعات تستطيع أن تكيف وضعها وترتب جداولها وفقًا لنظام التباعد وإن لم تتوفر الإمكانات فيجب تدريس الطب والهندسة والعلوم وما شبه ذلك من التخصصات حضوريًا وما بقي من الكليات النظرية من خلال الفصول الافتراضية والتعليم عن بعد.