أوضح عدد من المؤرخين أن المؤرخ الراحل قينان جمعان الزهراني، كان صاحب منهج يقوم على المراجع والوقوف على الآثار والروايات الشفهية في المواقع التي يؤرخ لها، مشيرين إلى أنه رجل عصامي علّم نفسه بنفسه، وانكب على المعرفة دون أن يكتفي بالتعليم النظامي الذي غادره بعد المرحلة المتوسطة، مضيفين أنه خلف 5 كتب مهمة في مجال التاريخ. وكان قينان قد انتقل إلى رحمة الله تعالى بسبب فيروس كورونا ليلحق بزوجته التي توفيت قبل أسبوع بنفس الفيروس، وقد قدم الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، تعازيه ومواساته إلى أبناء وذوي أسرة الزهراني. إثراء المكتبة وقال المؤرخ عبدالحي إبراهيم الزهراني: رحل عن هذه الدنيا الفانية المؤرخ والأديب قينان بن جمعان وقد آلمنا الفراق ولا نملك إلا أحر الدعاء له بسحائب الرحمة والمغفرة والعزاء لأنفسنا وأسرته ومحبيه ويبقى عزاؤنا الوحيد فيما ترك من إرث تاريخ يخلد ذكراه وتتناقله الأجيال ولا شك إنَّا خسرنا علمًا ورائدًا من رواد التاريخ أثرى المكتبة والمنطقة بمؤلفاته، استفدنا وتعلمنا منه الكثير إضافة إلى ما قدمه للتاريخ وما يمتلكه من مقومات البحث فهو يتحلى بأخلاق أقرب ما تكون إلى أخلاق العلماء. عمق التناول كما تحدث الكاتب والمؤرخ محمد جبران قائلاً: أيةُ عبارات يستطيع المرء كتابتها عن خبير ومؤرخ؟! عن وجهه الوضاء وهو يكتب التاريخ بشرف وبعين بصائرية بل أي موسم جميل يأتينا به المؤرخ الكبير وقد أخذنا من أولنا لآخرنا بكل شعاع عقل و لمعة حكمة وإشراق منطق !! أيُّ جبين سماء هذا الذي يتجاوز مماثليه، ويتطاول داخل محبيه؟! كيف لا وهو من ثابر على ركوب المجازفة، واسترسل بلا ملل ولا قلق في البحث عن المجهول، تحثه عادة التعمق في أي موضوع يراه عصيًا..! وقد أنشأ علاقة مفاجئة ولامعة بين عشرات الأسماء والآثار المتباعدة والمنثورة والمنسية في الأودية والجبال والقلاع والكهوف والبيوت والأسوق. مسيرة رجل عصامي أما الإعلامي بخيت طالع الزهراني فقال: قينان علم نفسه بنفسه، وتنامت مهاراته، واتسع أفقه، من خلال انكبابه على المراجع التاريخية تارة، ثم وقوفه شخصيًا على آثار كل مكان تاريخي يود الكتابة عنه، ثم بمقابلته للناس، وخاصة ذوي المعرفة، ليلتقط منهم شهاداتهم على التاريخ.. وهذه -حقيقة- هي مواصفات الباحث الحصيف، الذي أمسك بكل أركان البحث العلمي الرصين. ظننته في البداية قد درس التاريخ في الجامعة، لأفاجأ بأنه ممن اكتفي بدراسة المرحلة المتوسطة، وذلك مما زاد دهشتي وإعجابي برجل جهبذ، لم ير في الدراسة النظامية سوى مفتاح، يقوده للإبحار بجهد شخصي لافت فوق طرقات البحث التاريخي، بأكثر وأعظم من متخصص جامعي. ثم ازددت دهشة وأنا أسمعه يروي لي طرفًا من قصة حياته العملية العسكرية، التي بدأت بجندي وانتهت بضابط بدرجة ملازم أول.