أوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس أن المنظمة حذرت منذ اليوم الأول من مخاطر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19 "، وأنه لا توجد أسرار في المنظمة، كما أنها لم تحجب أية معلومات تتعلق بالفيروس عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل عملت بشكل وثيق مع العلماء الأمريكيين والجهات المختصة بشأن الفيروس. ودعا غبريسوس خلال المؤتمر الذي عقده، إلى ضرورة التضامن وتوحد العالم في مواجهة الفيروس، الذي وصفه بالعدو الشرس الخطير الذي يزهق الأرواح، موجها الشكر لمجموعة ال 77 التي أصدرت بيانًا يعرب عن دعم المنظمة ويثمن دورها في توفير المعلومات والتدريب والإمدادات والحرب علي الوباء وتنسيق الاستجابة العالمية، مشيرًا إلى أن البيان يمثل تصويتًا بالثقة في منظمة الصحة العالمية. وحذر من التسرع في رفع القيود، داعيًا إلى ضرورة أن تدرس كل دولة أوضاعها جيدًا قبل رفع القيود المفروضة لمنع تفشي الوباء وعدم التسرع في اتخاذ القرار، وفِي حال اتخاذه أن يطبق بشكل مدروس وببطء لحماية الأرواح ، ومواصلة إجراء الاختبارات وعزل المرضي وعلاجهم وتتبع المخالطين لهم. وقال: " إن رفع القيود لا يعني أن الوباء انتهي والوباء لن ينتهي دون التزام صارم من كل فرد لوقف انتقال العدوي، مشيدًا بجهود الفرق الطبية التي تتصدي للفيروس في الصفوف الأمامية. وأوضح أن المنظمة تواصل عملها بالاشتراك مع برنامج الغذاء العالمي لضمان استمرار الإمدادات، وقد وصلت الإمدادات الطبية خلال الأسبوعين الماضيين إلى 40 دولة أفريقية. وأن المنظمة ستورد خلال الفترة القادمة 30 مليون اختبار تشخيص للفيروس وأولى الشحنات تبدأ الأسبوع القادم . وقال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايكل رايان إنه كان يوجد، منذ غرّة كانون الثاني/يناير، 15 ممثلا للمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في مقر منظمة الصحة العالمية في إطار "التصدي لكوفيد-19". وكانت الولاياتالمتحدة قد علقت مطلع الأسبوع الماضي تمويلها للمنظمة التي تتهمها بأنها مقربة بشكل مفرط من الصين وأساءت التعامل مع الوباء. وتصاعد الضغط في الولاياتالمتحدة يوم 16 نيسان/ابريل عندما دعا الجمهوريون في الكونغرس الرئيس دونالد ترامب إلى ربط تقديم تمويلات جديدة باستقالة غيبريسوس الذي اتهموه ب"الفشل" في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد. في جنيف، دافع مدير المنظمة بشدّة عن موقفه، واعتبر أن "وجود طاقم من المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها هنا يعطيهم أفضليّة". وشدد أنه "لا أسرار في منظمة الصحة العالمية. لأنه من الخطير الإبقاء على معلومات سرية. لا أسرار في منظمة الصحة العالمية". وكرّر دعوته إلى "الوحدة الوطنية" و"الوحدة العالمية"، مؤكدا أنه "لا يجب أن نخاف" من وباء كوفيد-19. وأكد غيبريسوس أنه "من دون الوحدة الوطنية والتضامن العالمي، يمكنني أن أؤكد لكم أن الأسوأ ينتظرنا. لذلك فلنتجنب المأساة"، وقدّر أن "السياسة من شأنها مفاقمة الوباء". واعتبرت واشنطن أن التدابير التي اتخذتها لمواجهة الأزمة، خاصة الإغلاق التدريجي للحدود، لاقت "معارضة قوية" من المنظمة التي "واصلت الإشادة بالمسؤولين الصينيين ل"استعدادهم لتشارك المعلومات". واتهمت الحكومة الأميركية منظمة الصحة العالمية بتجاهل معلومات مهمة حول امكانية انتقال العدوى بين البشر قدمتها تايوان نهاية كانون الأول/ديسمبر. ردا على ذلك، نفى غيبريسوس بشكل قاطع الاثنين تلقي معلومات مماثلة من تايوان التي فقدت موقعها كعضو مراقب في المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2016. وقال المسؤول بخصوص الرسالة التي بعثتها تايوان إلى المنظمة في 31 كانون الأول/ديسمبر إن "تايوان لم تخطر بوجود انتقال للعدوى بين البشر، بل طالبت ببساطة بتوضيحات على غرار بقية الكيانات". وأضاف "رسالة تايوان تهدف إلى الحصول على توضيحات (...) على أساس التقرير الصيني"، وشدد أن "أول تقرير وصل من الصين". إرشادات لشهر الصوم ومن جانب آخر؛ أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات خاصة تُعنى بالقيام بممارسات رمضانية آمنة في سياق جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، مشيرة إلى أهمية اتباع الأفراد في أي تجمّع إجراءات التباعد الجسدي، والحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل وفي جميع الأوقات، والالتزام بالسلام عن بُعد دون ملامسة الأيدي أو التقبيل. وأكدت المنظمة في بيان صادر عنها اليوم، على أهمية منع أي تجمعات مرتبطة بشهر رمضان المبارك، مثل تلك التي تحدث في الولائم والأسواق والأماكن الترفيهية، والتعويض عنها ببدائل افتراضية مثل التلفزيون و"الإنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي، مفيدة أنه إذا دعت الضرورة للتجمع، فإنه ينبغي أخذ الحيطة والحذر واتخاذ التدابير الممكنة كافة للحد من انتقال الفيروس. ودعت المنظمة في إرشاداتها من تظهر عليهم الأعراض إلى تجنّب التجمعات والتوجه لطلب العلاج في حال الشعور بالتوعك أو ظهور أعراض، مهيبة بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة تجنب التجمعات الدينية والاجتماعية بوصفهم الأكثر عرضة للإصابة بمرض وخيم قد يؤدي للوفاة. وأشارت المنظمة إلى أنه يمكن تقسيم التجمعات إلى مجموعات صغيرة بدلاً من إحياء الفعاليات في تجمعات كبيرة، والحفاظ على التباعد الجسدي من خلال تعيين أماكن خاصة بكل فرد عند آداء الصلاة والقيام بالوضوء، وتنظيم الدخول إلى المساجد وأماكن التجمعات والخروج منها لمنع التدافع والتجمهر. وأوصت منظمة الصحة العالمية بتوفير الصابون إلى جانب مرافق الوضوء والمحاليل الكحولية لتعقيم اليدين عند الدخول أو الخروج من المساجد، مشجعة على استخدام سجادات الصلاة الخاصة بكل شخص والامتناع عن الصلاة على السجادات العامة. ونوهت المنظمة بأهمية التغذية الصحية والسلمية خلال فترة الصيام وشرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور وتناول الأغذية الطازجة وغير المعالجة. وشددت على ضرورة الامتناع عن تعاطي التبغ في كل الظروف خاصة في شهر رمضان وفي ظل انتشار الجائحة، لاسيّما أن تلامس الأصابع والفم بالسجائر والشيشة، خاصة عند التشارك مع أكثر من شخص فيها، يسهل كثيرًا من انتقال العدوى.