الرئيس الأمريكي ترامب يهاجم منظمة الصحة العالمية، بعد أن طالبه مديرها تيدروس غيبريسوس بعدم»تسييس فيروس» كورونا، (كوفيد 19). وتشير محطة ال»سي إن إن» الأمريكية إلى أن سبب الهجوم من قبل الرئيس ترامب يعود إلى تعاملها ،(أي المنظمة)، مع انتشار فيروس كورونا في بلاده مشيراً إلى أنها «أفسدت» الأمر، واتهمها ب»التركيز على الصين». وتخطت وفيات فيروس كورونا في أمريكا حاجز ال 17 ألف شخص، وفق وكالة رويترز، إلى يوم الجمعة الماضية. في حين أن تقارير أخرى جديدة أشارت إلى أنها تخطت حاجز ال 20 ألف وفاة؟!، أما حالات الإصابة فوصلت إلى 472 ألف إصابة، والتقارير الجديدة تقول إنها تخطت حاجز ال 500 ألف إصابة. ويواجه مديرالمنظمة الدكتور تيدروس غيبريسوس دعوات بالاستقالة لانحيازه ومنظمته للصين وتجاهل أمريكا، على حد وصفهم. وحسب قول الرئيس ترامب فإن معظم التمويل للمنظمة يأتي من أمريكا التي تساهم، حسب قوله، ب 450 مليون دولار للمنظمة سنوياً مقابل مساهمة الصين بحوالي 42 مليون دولار أو أقل سنوياً، كما أشار إليه الرئيس الأمريكي في مؤتمره الصحفي يوم الجمعة الماضية في البيت الأبيض. وقال إنه سوف يتحدث عن منظمة الصحة العالمية بالتفصيل هذا الأسبوع، وحسب كلامه فإنه سوف يضع النقاط فوق الحروف بشأن هذه المنظمة. بعد تلك المقدمة، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل منظمة الصحة العالمية دورها إسداء النصح فقط أم أن دورها يتخطى ذلك ليصل إلى التدخل في البلدان الموبوءة للحد من انتشار الوباء؟!، وهذا هو صلب موضوع مقالنا. الحقيقة، ومن وجهة نظري، والتي دائماً أعرضها ولا أفرضها، أن هناك قصوراً كبيراً من قبل منظمة الصحة العالمية أدى إلى هذه الفوضى، وهذا الشلل التام الذي أصاب العالم واقتصاده بل إذا استمر فيروس كورونا بالانتشار فإن بعض البلدان سوف ينهار اقتصادها بالكامل إذا تخطى انتشار الوباء أكثر من سنة، وفق تقارير المحللين والاقتصاديين. منظمة الصحة العالمية مقصرة سواء بقصد أو بدون قصد من خلال عدم تدخلها المباشر في بداية ظهور هذا الوباء في مدينة ووهان، في مقاطعة هوبي الصينية، واكتفت فقط في مراقبة الموقف عن بعد؟!، فلو قامت منظمة الصحة العالمية بالتدخل بكل ثقلها، وأعلنت أن مدينة ووهان منطقة كوارث وموبوءة لتم حصر وحصار هذا الوباء في تلك المدينة، وعدم تفشيه في مناطق ودول أخرى؟!، ولكن «تقاعس» هذه المنظمة ومديرها قد يفسر تفسيرات عديدة ومنها: إما أنه جاهل بعمله في هذه المنظمة، وكذلك جاهل بالدور الوقائي المفترض أن تقوم به منظمة الصحة العالمية تجاه دول العالم التي تساهم في ميزانيتها! أو أن مديرها العام أدخل السياسة في هذه «الجائحة» فتم تسييس الموضوع! فسكب الزيت على النار في الخلافات الاقتصادية السابقة وغيرها بين الصين والولايات المتحدةالأمريكية، وذلك بانحيازه للصين وعدم التدخل في وقت بداية الفيروس وذلك بالشخوص هو شخصياً مع كوادر وطاقم وخبراء منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان وتقييم الوضع هناك، ثم رفعه بصفة عاجلة للأمين العام لكي يكون هناك موقف موحد!. وقد يكون الاحتمال الثالث وهو أنه يبحث عن الدعم المادي الكبير والمبالغ فيه للمنظمة التي يديرها، واستغلال هذه الفيروس كورقة ضغط على الدول بدعم المنظمة؟!. يبدو أنه في نظرهم متورط ولن يسمع له بعد الآن أحد، والدليل أن بعض الدول الأوروبية تلوح برفع الحظرعن التجول وعن التجمعات خوفاً من انهيار اقتصادها لأن في نظرها مدير هذه المنظمة لم تكن لديه الشفافية الكاملة منذ البداية مما قد يفاقم انتشارهذا الفيروس والأيام القادمة سوف تكشف لنا ذلك.