العالم كله يتعرض لجائحة وأعلن حالة الاستنفار القصوى في مواجهة فيروس يسبب مجموعة من الاعتلالات للبشر، إنه كورونا الذي تجاوز الحدود وبلغ أذاه كل بقعة من بقاع الأرض. أصبح العالم معزولا وتحت الحجر الصحي من أجل سلامة الجميع.. لكن في وطني كان الرهان مختلفًا والحرص سابقًا لكل التدابير العالمية والإجراءات الاحترازية، فقيادتنا الحكيمة عبرت عن مسؤوليتها القصوى أمام الله وأمام البشر بأن المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة في أيد أمينة فسخرت كل الطاقات والإمكانات وكل أجهزة الدولة من أجل سلامة الإنسان.. ليسجل التاريخ كيف تكون أبجدية حقوق الإنسان بالأفعال وليس بالأقوال، نحن في ظل حكومة رشيدة تترجم مسؤوليتها تجاه شعبها بأفعال حيرت العالم. استيقظنا اليوم على خبر دعوة المملكة لعقد قمة استثنائية افتراضية لقادة العشرين لبحث تطورات فيروس كورونا، المملكة العربية السعودية تقوم بدورها الريادي وتجري اتصالات مستمرة مع دول المجموعة بهدف بحث سبل توحيد الجهود لمواجهة انتشار وباء كورونا الجديد (كوفيد 19) لأن هذه الأزمة الصحية العالمية تشكل خطرًا حقيقيًا على الإنسان ومقدراته الاقتصادية وحياته الاجتماعية، الوضع الراهن يتطلب العمل معًا من أجل الإنسانية جمعاء فالمصير مشترك وستعمل قمة العشرين بقيادة المملكة مع منظمات دولية بكل الطرق لتخفيف آثار هذا الوباء ووضع سياسات متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي. وستبنى القمة على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة. وسيبقى الشعب السعودي على قدر هذه التحديات، التي تواجه الوطن ومنسوبو ومنسوبات وزارة الصحة يسطرون بمداد الفخر دورهم الوطني والإنساني في مواجهة هذا الخطر الذي سيزول بحول الله إن تكاتفت الجهود وكنا أكثر وعيًا وتحضرًا والتزامًا بكل التوجيهات وابتعدنا عن كل التجمعات التي قد تكون سببًا في تفشي هذا الوباء. وللإعلام دوره وأهميته في هذه المرحلة من تاريخ الوطن وكل الرسائل التوعوية في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية تؤدي دورها بكفاءة عالية فبوركت جهود أبناء وبنات الوطن. البلاء دومًا فيه دروس وعبر وكورونا جعلنا أكثر إيمانًا وقربًا من رب رحيم لن يضيعنا ولن يخذلنا في أن يصرف عنا كل الأذى، وجعلنا أكثر ولاءًا للوطن ولقيادتنا الحكيمة، وأكثر دعوات بأن يحفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها، البلاء جعلنا أكثر التزامًا وحرصًا ووعيًا وسجلت المنظمات العالمية اسم مدينتي جدة والرياض من أكثر المدن وعيًا في عدم التجول والتحرك من أجل تحقيق الإجراءات الاحترازية ضد المرض. ما أروعك وطن حتى في شدتك تكون مضربًا للأمثال.. اللهم إنا نستودعك أغلى وطن يا من لا تضيع عنده الودائع احفظنا بحفظك وكن لنا حاميًا من كل الشرور.