عزز المغرب، اليوم الاثنين، إجراءات التصدي لانتشار وباء كورونا بإغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم وكافة المرافق الترفيهية حتى إشعار آخر. وقالت الهيئة العليا للإفتاء في بيان إنها "تفتي بضرورة إغلاق أبواب المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة ابتداء من الاثنين"، مع استمرار رفع الآذان. وجاء ذلك بعد دقائق من إعلان وزارة الداخلية قرارا بإغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح، ابتداء من الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ). ويشمل القرار أيضا قاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية والحمامات وقاعات الألعاب والملاعب، في حين لن يشمل الأسواق والمتاجر والمطاعم التي توفر خدمة ايصال الطلبات للمنازل. وأعلنت الوزارة كذلك "إطلاق عملية تطهير وتعقيم واسعة لوسائل النقل العام عدة مرات في اليوم"، تشمل مركبات الترامواي والحافلات وسيارات الأجرة، داعية المواطنين إلى عدم استعمال هذه الوسائل "إلا للضرورة القصوى (...) تفاديا للاكتظاظ وتجنبا لاحداث بؤر عدوى". وأشارت إلى إلزام الحافلات والترامواي عدم تجاوز العدد المسموح به من الركاب، مع تقليص عدد الركاب من 6 إلى 3 فقط في سيارات الأجرة الكبيرة التي تستعمل على نطاق واسع في المغرب. واتخذ المغرب إجراءات متسارعة خلال الأيام الأخيرة للتصدي لانتشار الفيروس، الذي أصاب 29 شخصا في المملكة حتى الآن، توجت الأحد بتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية حتى إشعار آخر. وأربك تعليق حركة المسافرين فجأة آلاف السياح الأجانب الموجودين في المغرب، والعديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في مطارات بلدان أوروبية، بحسب عدة شهادات نقلتها وسائل إعلام محلية. وسمح لطائرات بالإقلاع صباح الأحد من مطارات مغربية في شكل استثنائي لنقل سياح أوروبيين نحو بلدان أوروبية بحسب معلومات لوكالة فرانس برس. وقال مسؤول في القطاع السياحي بمراكش لوكالة فرانس برس الاثنين "إن الفرنسيين في صدد المغادرة بينما لا يزال سياح من بلدان أخرى". وبدأت آثار الركود السياحي بسبب تداعيات تفشي كورونا تظهر في مراكش العاصمة السياحية للمملكة. وتعد السياحة قطاعا حيويا في المغرب، الذي استقبل العام الماضي نحو 13 مليون سائح، إذ يشكل قرابة 10 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي. وأعلن الأحد إنشاء صندوق بقيمة عشرة ملايين درهم (نحو مليار دولار) ستخصص لتغطية النفقات الطبية ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة من انتشار وباء كورونا المستجد، ولا سيما السياحة. وكان المغرب قرر منع التجمعات التي يشارك فيها أكثر من 50 شخصا وإلغاء جميع التظاهرات الرياضية والثقافية، فضلا عن تعليق الدراسة ابتداء من الاثنين. وخلف الفيروس حتى الآن وفاة مصابة واحدة مقابل تعافي مصاب آخر.