تم منح جوائز نوبل للمرة الأولى سنة 1901م، بناء على وصية الصناعي السويدي (الفرد نوبل) مخترع مادة الديناميت. حصلت عائلة الفرنسية من أصل بولندي (ماري كوري) على أكبر عدد من هذه الجائزة. ففي عام 1903م حصلت عالمة الفيزياء والكيمياء (ماري كوري) على الجائزة في مجال الفيزياء مناصفة مع زوجها (بيار كوري) لقيامها بعمل بحث في مجال علاج الأورام السرطانية بالإشعاع، فيما حازت على جائزة نوبل الثانية في مجال الكيمياء بمفردها لاكتشافها عنصري الراديوم والبولونيوم المُشعين في سنة 1911م. وبذلك تكون الأولى من بين سبع نساء خلال مسيرة الجائزة حصلن على نوبل في مجالي الفيزياء والكيمياء والوحيدة من الجنسين، التي حصلت على جائزة نوبل مرتين في مجالين مختلفين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجائزة. ومن الطريف أن زوجها (بيار كوري) كما ذكرت قد حصل على الجائزة في الكيمياء مناصفة معها، وأن ابنتهما، (إيرين كوري) أيضاً، قد حصلت هي على جائزة نوبل في مجال الكيمياء سنة 1935م مناصفة مع زوجها الفرنسي (فريدريك يوليوت)، لتوليفهما عناصر مشعة جديدة، إضافةً الى أن معهد (ماري كوري) الذي تم انشاؤه تخليداً لذكراها في جامعة باريس التي كانت أحد منسوبيها تخرَّج منه أربعة علماء فازوا جميعاً بجوائز نوبل. وبذلك تكون عائلة (ماري كوري)، هي أكبر عائلة سيطرت على جائزة نوبل منذ إنشائها سنة 1901م لحد الآن. أصبحت (ماري كوري) معروفة في جميع أنحاء العالم كواحدة من «عظماء» العلوم. ورغم حصولها على الجنسية الفرنسية، لم تفقد إحساسها بهويتها البولندية، فقد أطلقت على أول عنصر كيميائي اكتشفته اسم (البولونيوم)، نسبة لبلدها الأصل بولندا. توفيت في باريس سنة 1934م وهي في عمر 66 سنة بسبب مرض فقر الدم الذي أصيبت به لتعرضها للمواد المشعة خلال حياتها العملية. في سنة 1955م، تم نقل رفاتها إلى مقبرة العظماء بمبنى (البانثيون) في باريس حيث يوجد رفات العديد من عظماء فرنسا وكانت الأولى والوحيدة التي تتلقى هذا التكريم. من أقوال ماري كوري: «ليس لدي أي ثوبٍ أرتديه كل يوم، إذا كنت تفضّل إهدائي واحداً، فالرجاء أن يكون عملياً وداكناً حتى أتمكن من ارتدائه في المختبر».