المراهقة هي مرحلة من العمر بين الطفولة والرشد وقد تختلف تلك الفترة من شخص لآخر وحسب الجنس، والمراهقة في اللغة هي من كلمة راهق أي اقترب، وفي علم النفس يشار اليها بأنها الفترة التي يقترب فيها الفرد من النضج الجسدي والعقلي والنفسي وتختلف أنماط المراهقة من فرد لآخر ولكنها قد تعتمد بشكل كبير على أسلوب التربية في المنزل، وللمراهقة علامات منها النمو الجسدي والنضوج الجنسي والتغييرات النفسية، وتعتبر هذه الفترة بالنسبة لبعض أولياء الأمور فترة حرجة إذ يصعب عليهم التعامل معها فتكثر فيها المشاكل بين المراهق والآباء في المنزل، فالمراهقون يحرصون خلال تلك الفترة على الاستقلال والتحرر من أي قيود أسرية أو ضوابط كانوا ملزمين بها قبل هذه الفترة. من التحديات التي تواجه بعض أولياء الأمور في بعض الأسر هي كيفية التفاهم والحوار مع المراهق الموجود في المنزل والذي كان قبل فترة زمنية بسيطة طفلاً ودوداً يسهل التعامل معه وتوجيهه وإلزامه بالكثير من الأمور فإذا به اليوم يصبح شاباً مفعماً بالحيوية والحماس والقوة والتي قد تساهم في دخوله في بعض المصادمات والمشاجرات والعناد وسوء الطباع بل والتمرد أحياناً ظناً منه أنه أصبح أقوى من غيره بمن فيهم والداه. مرحلة صعبة على بعض أولياء الأمور ولذلك فإن بعض المختصين ينصحون الآباء بعدم الدخول في مواجهة مع المراهقين في المنازل والاعتماد على أسلوب الحوار وتجنب إصدار الأوامر لهم أو إهانتهم أو التقليل من شأنهم لأنهم يمرون حالياً بمرحلة انتقالية تتغير لديهم الكثير من الأمور مما يستدعي مراعاة هذا الأمر من قبل أولياء الأمور والسعي نحو تغيير أسلوب التعامل مع أبنائهم المراهقين بما يساهم في إعطائهم الحرية في التعبير عن آرائهم واتخاذ بعض القرارات في بعض الأمور الخاصة بهم ودعمهم مع استمرار مراقبتهم وتعليمهم تحمل المسؤولية وعدم التعامل معهم بأنهم مازالوا أطفالاً صغاراً والموازنة بين الحرية والانضباط خصوصا وأننا نعيش اليوم في عصر لايمكن أن نستطيع مراقبة الأبناء على مدار الساعة. على أولياء الأمور أن يدركوا بأن المراهق في المنزل يحتاج إلى من يستمع اليه ويتقرب منه ويشاركه بعض القرارات لأنه إن لم يتمكن من العثور على هؤلاء الأشخاص داخل المنزل فسيذهب ليبحث عنهم خارج المنزل وقد يكون من هم في خارج المنزل من أصدقاء السوء، كما أن على أولياء الأمور أن يتعايشوا مع الجيل المعاصر ويعمدوا إلى أساليب التربية الحديثة والتوازن والجمع بين الأصالة والحفاظ على المبادئ والعادات والتقاليد مع تقدير الحياة المعاصرة وما فيها من تطور وتحول وتغيير سريع شمل العديد من جوانب حياتنا اليومية.