عقد المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني، يوم امس، مؤتمرا صحفيا، حول آخر التطورات بشأن وباء فيروس كورونا الجديد في مقاطعة هوبي. ونقل المكتب موقع المؤتمر إلى الخطوط الأمامية للوقاية من الوباء، حيث استخدم البث المباشر والفيديو بتقنية الجيل الخامس لطرح الأسئلة عن بعد، حتى يكون لدى الناس فهم أكثر سهولة للتقدم الحالي للوقاية من الوباء ومكافحته في الصين. وقالت إن البيانات تشير إلى تغير الوضع الوبائي بشكل إيجابي، نتيجة العمل الجاد، كما حققت أعمال الوقاية والسيطرة نتائج متقدمة، حيث لعبت الشفافية دورا رئيسيا. في ظل حالة التوتر والقلق، التي أصابت الناس بعد حدوث الوباء المفاجئ، تعد المعلومات المفتوحة هي أفضل عوامل الاستقرار، ولن تؤدي إلى جعل الناس أكثر ثقة وفهما للأمور المتعلقة بهذا الوباء، والقيام بعمل جيد لحماية أنفسهم فقط، ولكنها أيضا تدحض الأخبار والشائعات الكاذبة على الفور، وتزيل العقبات التي تحول دون أعمال الوقاية من الوباء ومكافحته. وبناء على هذا، أخطرت الصين منظمة الصحة العالمية والبلدان المعنية، ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان الصينية بمعلومات الحالة الوبائية على الفور، وتقاسمت معها التسلسل الجيني الكامل لفيروس كورونا الجديد. ومنذ 22 يناير، عقدت الحكومة الصينية أكثر من 25 مؤتمرا صحفيا تتعلق بالوقاية من الوباء ومكافحته، كما عقدت الحكومات المحلية، بما في ذلك مقاطعة هوبي، مؤتمرات صحفية للإعلان عن المعلومات ذات الصلة في الوقت المناسب. وقد منعت الجهود المبذولة انتشار الوباء إلى بلدان أخرى، حيث عدد الإصابات خارج الصين حتى الآن أقل من 1% من الإصابات في داخلها. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الصين عزلت الفيروس بسرعة قياسية، واكتشفت التسلسل الجيني وتقاسمت البيانات مع منظمة الصحة العالمية، ما ساعد الدول الأخرى على تطوير أدوات اختبار الفيروس واكتشاف المصابين. في المقابل اتهم مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض لاري كودلو، الصين بعدم الشفافية، خلال مقابلة صحفية، قائلا إنه "فوجئ إلى حد ما" ببيانات الوباء الأخيرة. ويبدو أن كودلو يستهدف بكلامه هذا الزيادة في عدد حالات الإصابة المؤكدة، التي أعلنتها الصين، يوم 12 فبراير، وتقدر ب 15152 حالة، بينما كانت هناك في اليوم السابق 2015 حالة مؤكدة جديدة فقط. وقد أوضح المسؤولون الصينيون سبب الزيادة المفاجئة في الحالات المؤكدة، يوم ال12، مشيرين إلى أنه كانت هناك 14840 حالة من مقاطعة هوبى، من بينها 13332 حالة مؤكدة تم تشخيصها سريريا، ما يمثل حوالي 90% من الحالات المعلن عنها في ذلك اليوم. وهذا يعني أن تأكيد الإصابة بالفيروس، كان يعتمد في السابق بشكل أساسي على اختبار الحمض النووي، والآن أضيف التشخيص السريري مثل التصوير بالCT لمساعدة المرضى في الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن، وتحسين فرص شفاء المصابين، كما أن مجرد تعديل معايير التشخيص لا يعني أن الوضع الوبائي قد تغير. إن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد هو نوع جديد من الأمراض، وعملية فهمه وإدراكه تحتاج إلى تعميق المعرفة وتراكم تجارب التشخيص والعلاج بصورة مستمرة. وفي المرحلة الأهم للوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه، عدلت الصين معاييرها التشخيصية، وأعلنتها للجمهور في الوقت المناسب، ما يوضح بدقة انفتاح المعلومات وشفافيتها والمسؤولية الكبيرة للدولة عن الصحة العامة. ومن جانبه، أوضح مايكل ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي عقده يوم 14 فبراير، أن الحكومة الصينية تتعاون بنشاط مع المنظمة، وتدعو الخبراء الدوليين للعمل معها، وتتقاسم المعلومات مع المجتمع الدولي، الذي اعترف بجهودها في الوقاية من الوباء، مؤكدا أنه لا يتفق مع رأي لاري كودلو، وأن الزيادة في عدد الحالات لا يمثل تغيرا كبيرا في مسار الوباء، داعيا العلماء في جميع أنحاء العالم، أن يتعاونوا بنشاط من أجل التصدي للوباء، بدلا من تسييسه. كذلك هناك أخبار أخرى تثبت أن التعاون بين الصين والعالم في مجال الوقاية من الوباء ومكافحته مفتوح وشفاف، وقد توقع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم 14 من فبراير، وصول فريق من الخبراء الدوليين، بينهم أعضاء في المنظمة إلى بكين، نهاية هذا الأسبوع، لمساعدة الصين في مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، حيث سيقدم خبراء من الجانبين مقترحات للصين والدول الأخرى للعمل معا للوقاية من الوباء ومكافحته، مع إيلاء اهتمام خاص لانتشار الفيروس، وشدة المرض، وتأثير التدابير الجارية، ما يعد تطورا إيجابيا لصالح الصين والعالم أجمع.