تحولت محافظة الوجه إلى مقصد لعشاق السباحة، والصيد، وممارسة الغوص، ليس في تبوك فقط ولكن غالبية مناطق المملكة حيث تزخر بمقومات طبيعية وإرث تاريخي عميق ممتد على ساحل البحر الأحمر جعلها من مناطق الجذب السياحي، توجت مؤخراً بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله - مشروعي البحر الأحمر ومشروع آمالا، ضمن رؤية المملكة 2030. ويعتبر ميناء الوجه من أكثر أجزاء البحر الأحمر صفاءً وجمالًا مما يجعله عامل جذب سياحي خاصة لهواة الغطس واكتشاف الأعماق والباحثين عن صيد الأسماك ولاسيما (الاستاكوزا) الذي تتميز به المحافظة عن غيرها، ناهيك عن متعة الجلوس على الشواطئ لاستنشاق هواء البحر العليل الذي يميل لونه إلى الاحمرار حينما تودع الشمس المحافظة، وتحول نهارها إلى ليل مطرز بنجوم ملونة تزيد المكان جمالًا. وتشكل معالم صخرة الجمل»بمحافظة الوجه منحوتاً فنياً، أبعاد منظره مسرح طبيعي مفتوح أمام السياح والمهتمين والباحثين. وتبرز تفاصيل الصخرة التي يصل ارتفاعها في أعلى نقطة ثمانية أمتار ملامح شبيهة بالجمل البارك في مكانه بفعل عوامل التعرية لسنوات طويلة. وعلمياً بحسب الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية ف « صخرة الجمل» الواقعة على بعد 5 كيلومترات، جنوب مدينة الوجه متكونة من الحجر الجيري وتعد من أندر الصخور. ويمثل التراث الحضاري لمحافظة الوجه ثروة كبيرة شاهدة على الرقي المعماري الذي عرف به سكان المحافظة وتشتهر بشوارعها وبأسماء حاراتها القديمة، وتضم المحافظة العديد من القلاع والقصور الأثرية والمباني التاريخية التي تشكل أرثًا تاريخيًا عريقًا على مر العصور، وتعد قلعة «السوق» أو «البلدة» من أقدم القلاع حيث تم بناؤها عام 1276ه، وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من المحافظة على مرتفع كبير وتتكون من بناء مستطيل الشكل مزودة ببرج مراقبة في الزاوية الغربية، والمدخل يقع في الجهة الغربية ويؤدي إلى فناء محاط بالحجرات ومرافق القلعة، وكانت مقرا لحامية البلدة وتشرف في الوقت ذاته على الميناء والسوق القديم. كما يوجد فيها قلعة «الزريب» وتقع بوادي الزريب شرق مدينة الوجه على بعد 20 كيلومترًا، وتعد محلاً لقوافل الحجاج عام 1026ه، وهي عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل لها أبراج ومدخل. وأوضح مدير مكتب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالوجه سعيد الغامدي أن القلاع القديمة والمباني الأثرية أصبحت من المحطات السياحية الجاذبة في المحافظة ومعلما بارزا للسائح للاطلاع على الإرث التاريخي وفن البناء القديم والهندسة العمرانية الفريدة. وبين الغامدي أن قلعة السوق تتميز بروعة البناء القديم ورونق الأصالة، وتحظى باهتمام بالغ من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كونها إحدى أبرز الوجهات السياحية بالمحافظة، مشيراً إلى أن القلعة تم ترميمها بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتعكف الهيئة حاليًا على تهيئة متحف داخل القلعة.