تغلب نزعة التقنيات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لاسيما في العقود الأخيرة على جل ميادين الحياة، ودفعت إلى إحداث تغيرات هائلة ومؤثرة على مستوى الحكومة التقليدية حملتها على التحول إلى النمط الإلكتروني.. وتتجه المجتمعات الحديثة للحياة الإدارية إلى تبني طرق ونظم إلكترونية تعرف بالحكومة الإلكترونية، من خلال استخدام الويب أو شبكة الإنترنت في ربط مؤسساتها ومختلف خدماتها بالمستخدمين المستفيدين، لتكون المعلومة في متناول الجميع، وتنفيذ الخدمة المطلوبة بكل يسر وسهوله، ولخلق علاقة شفافة تتصف بالسرعة والدقة وهادفة للارتقاء بجودة الأداء. وتتحقق الحكومة الإلكترونية من خلال الإدراك بأن عالم اليوم ومستجداته يحتّم على كافة المؤسسات الخدمية أن تسعى جاهدة لتحسين جودة خدماتها، وبأن تكون متقدمة تقنيًا ومرنة في تقديم خدماتها للمستفيدين من مواطنين ومقيمين، ولتعي بأن تدفق المعلومات وعلانية تداولها عبر مختلف وسائل الاتصال تساهم في تواصل المواطنين بصانعي القرار والقائمين على الأمور.. وكما أن هناك مبررات للجهد والوقت والمال المبذول من إقامة نظام رقمي بين الدوائر الحكومية، فهناك فوائد عديدة مرجوة منه ليس من السهل حصرها، ومن أهمها: تحسين الاتصالات الداخلية بنقل المعلومات الدقيقة للشخص المناسب وفي الوقت المناسب، كذلك تقديم خدمات أفضل للمستفيدين والوفاء بمتطلباتهم. وحصول إمارة المدينةالمنورة على جائزة المركز الأول للتميز في تقنية الأداء والحكومة الإلكترونية تحقق من خلال توجيه مباشر ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة المنفرد والرائد في الأداء، لأتمتة أعمال الإمارة والإدارات المحلية التابعة لها، بميكنة النظم المالية والإدارية وتبادل المعلومات بين الجهات الحكومية، ولتجميع كل الأنشطة والخدمات المعلوماتية وتحقيق سرعة التنسيق والإنجاز باتصال دائم بالمواطنين، وزيادة الثقة بمرونتها وقدرتها على توفر كل احتياجاتهم ومتطلباتهم الخدمية، كذلك السعي لكسر الحواجز الجغرافية ببن الإدارات الحكومية والمواطنين من خلال تقليل اعتمادها على العمل الورقي في معاملاتها الإدارية. وبعد إعلان إمارة المدينة عن إطلاق استراتيجيتها الوطنية للحكومة الإلكترونية، نفذت عدة مبادرات للحكومة الإلكترونية حرصاً على استفادة كل القطاعات والشرائح المجتمعية من مواطنين ومقيمين وزوار، جعل لها بالغ الأثر على الحياة اليومية، فزادت الكفاءة الحكومية والمجتمعية، وبلغت الحكومة الإلكترونية مستوى النضج لدى الجميع من مقدمي الخدمة للمستفيد منها.. فنبارك لكل منسوبي إمارة المدينةالمنورة وعلى رأسهم أميرها النابض بالعطاء هذا التميز، الساعي إلى الوصول بطيبة الطيبة وجميع قاطنيها إلى ما لم يصل إليه أحد سواه.