انطلق منتدى الإعلام السعودي بنسخته الأولى تحت شعار «صناعة الإعلام... الفرص والتحديات» يوم أمس في عاصمة الإعلام العربي الرياض بحضور نخبة من قادة الإعلام والخبراء والفكر بمشاركة أكثر من 1000 إعلامي من 32 دولة. وناقش المنتدى خلال جلساته وورشة عمل قضايا صناعة الإعلام بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي واستعرض التجارب المحلية والدولية وتحديات الرسالة الاعلامية في ظل التطور التقني المتنامي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والحضور الرقمي الطاغي على المشهد، إلى جانب تسليط الضوء على تجربة البرامج الحوارية وما تحظى به من قبول وما تواجهه من اشكالات، ومتطلبات النجاح المهنية والقضايا المتعلقة بالأداء والمصداقية ومحاربة الاشاعة وتأثير ذلك على مجمل الاحداث، كما يستعرض الاستثمار الإعلامي وإيرادات الإعلانات وغيرها من القضايا ذات الأهمية والارتباط بالساحة الإعلامية والتحديات التي تواجهه. في بداية الجلسة الأولى والتي كانت تحت عنوان «المحتوى الإعلامي وسلوكيات الجماهير» وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة الدكتور سعود كاتب قال إنه خلال التسعينات كانت تتردد عبارة المحتوى الإعلامي خلال تلك الفترة وتعتبر الأهم، مشيرا إلى أن ظهور الإنترنت صنع الإعلام الجديد بشكل كامل، مبينا أن المحتوى الإعلامي هو الملك، حيث إن الوسيلة أيضا تلعب دورا بارزا في نقل الإعلام. وتناول أيضا الدكتور سعود المرحلة الثالثة في الإعلام وهي المرحلة التي نعيشها اليوم وهي أننا نعيش في تقدم الإعلام ونقل المعلومة بشكل سريع وأسس الإعلام وهو القوة الناعمة وسلاح مهم لأي دولة وهو بالغ التأثير سواء دينيا أو رياضيا أو اجتماعيا، مؤكدا أننا نعيش في إعلام جديد في سرعة نقل المعلومة. خطورة نقل المعلومات من جانبه تحدث وزير الخارجية الليبي الأسبق عبدالرحمن شلقم عن خطورة نقل المعلومة في وسائل الإعلام، حيث إن نقل الأخبار تعتبر رسالة مهمة خصوصا إذا ما تناولنا تلك الأخبار التي تهتم بالأحداث والحروب العسكرية وما حرب مصر وإسرائيل إلا دليل على مهمة الإعلام في ذلك الوقت في نقل الأخبار وتناول شلقم أهمية الراديو في تلك الفترة ونقل الأخبار. ومن الجلسات التي تناولها المنتدى جلسة عن برامج التوك شو وتحدث الإعلامي السعودي علي العليان أن تغير الإعلام السعودي التوك شو «أصبحت أداة جديدة في الإعلام»، مبينا أن واقع الإعلام في المملكة يتوافق مع النهضة الحديثة وأنه لابد من تواجد أكثر لبرامج تتحدث عن النهضة وتتحدث عن المواطن، مشيرا إلى أن الإعلام القوي لابد أن يكون في البلدان القوية وأن إعلامها لابد أن يكون بتلك القوة التي تضاهي البلد وقوته لإيصال صوت المواطن. وطالب العلياني الوزراء بتقبل وتفهم وسماع صوت الإعلام لأنه هو صوت المواطن وأن علينا التنوير في جميع المواضيع الإعلامية، مبينا أن قنواتنا الإعلامية هي مفخرة لجميع العالم وأنها ستنهض مؤكدا أن الإعلام هو السلطة الرابعة لكل مسؤول يريد الإصلاح. التعايش بين البشر من جانبه أكد عضو الشورى السابق عيسى الغيث أنه علينا أن نفهم مفهوم التعايش بين البشر وأنه منطلق من كلمة عيش على تعايش البشر فيما بينهم وبناء على ذلك نحن بحاجة لتثبيت التعايش بين البشر. وأوضح أننا لا نحتاج إلى حديث أو فلسفة أو علم أو منتديات من أجل موضوع التعايش وأن الفطرة السوية هي الكفيلة فيما بين البشر للتعايش وأن دخول السياسي والدينى لانضمام البشر وتفريق البشر عن الكينونية والفطرة. على سبيل المثال إسرائيل وعدم تقبلها وإيران وتدخلها بين البلدان وإثارة الفتن وتركيا وعقدها للاتفاقيات اللاإسلامية للتفرقة بين المجتمعات كما حصل في اتفاق ليبيا ولذلك أكد انه لو ولد ثلاثة إخوة في بيئة خالية من السياسيين والدينيين لأصبحوا إخوة دون تفرقة.. الخطب الإعلامية فيما أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الدكتور ضياء رشوان أن الخطب الإعلامية ليست سبباً كافياً للتأثير والتجييش على سلوك الجماهير العربية. ولفت رشوان إلى أن العملية الإعلامية في العالم العربي مخيبة للآمال وللطموح العربي، مرجعا ذلك لاختلاف سياسة المؤسسات الإعلامية العربية عن المؤسسات الإعلامية الغربية. ووصف رشوان مواقع التواصل الاجتماعي ب «أبواق للدعاية» وليست للمهنية الإعلامية. ولفت الإعلامي الدكتور علي الموسى إلى أن تاريخ المحتوى الإعلامي يعلن موت سابقه من محتوى قديم ليتحول إلى جديد وحديث في كل مرة، مستشهدا بموت الصحافة الورقية والنوادي الأدبية والخُطب والمحاضرات في ظل ولادة مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الموسى إن مؤثري ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عليهم عدم الغرور والاعتزاز بالنفس كونهم سيتحولون إلى أميين بعد عشرين عاماً من ظهور محتوى ووسائل تقنية حديثة. وتطرقت جلسة «دور الصحافة في قيادة التغيير» التي قدمتها مديرة الأخبار بالإذاعة الوطنية النرويجية هيليا سولبيرغ الى تأثير الإعلام بأنواعه على عقليه الأفراد بمختلف الأزمان ليصل الى تشكيل نمط حياة الأفراد، وقالت: «هي ليست مجرد أداة معرفية تنقل الأخبار أو أداة تواصل وتروح، وإنما أداة فعالة في تشكيل السلوك والتغيير على عدة أصعدة». واستعرضت سولبرغ قدرة وكالات الإعلام الإخبارية على إنتاج صحافة قائمة على الحلول، تدفع نحو التغيير الاجتماعي وقوة المحتوى المكوّن للرأي العام..