لا يبدو عليها ثقل السنين وهي تحاورك، تصر على صيام رمضان وتتمسك بصوم أيام من شعبان و رجب، إذا استطاعت إلى ذلك سبيلا، الجدة صرهودة ستيتي لم تترك السنون الثقال آثارها عليها، بالرغم من أن وثيقة ميلادها و بطاقة تعريفها الوطنية تؤكد أنها من مواليد 06 جولاي 1894 بشينيو بولاية قالمة في الجزائر، وقد يسر لها أداء مناسك العمرة لأول مرة عن عمر 125 عاما. تحتفظ الجدة صرهودة - التي تزوجت في سن العشرين وأنجبت 15 ولدا، من بينهم 6 كتبت لهم الحياة، فأرخوا من جديد لتواصلها مع 24 حفيدا- بتفاصيل دقيقة عن مدينة تبسة القديمة، كما أن ذاكرتها مشبعة بصور الاستعمار الفرنسي الذي كان ينكل بالجزائريين، في الوقت الذي تذكرك برؤساء الجزائر من الحكومة المؤقتة، إلى الرئيس الحالي، لا تتوانى الجدة صرهودة عن توجيه النصح للجزائريين من أجل المحافظة على الجزائر التي تعتبرها أمانة تركها الشهداء و المجاهدون، وعلى الجيل الجديدة المحافظة على هذه الأمانة، وبرأي الواثقة فإنها تتوقع مستقبلا زاهرا للجزائر. ابنة 125 عاما، تعد من أكبر المعمرات بالجزائر، وتعيش في منزل أحد أبنائها بقلب مدينة تبسة، ولا تعاني من مشاكل صحية تذكر سوى ارتفاع الضغط الدموي، ولا تزال عيناها قادرتين على الإبصار و التمييز بين الأشياء، رغم تقدمها في السن.