أحب أن استعرض للقراء الكرام بعض الحقائق العلمية عن موضوع «التسمم الغذائي» لكي نحتاط منه ونتجنب مضارته بأمر الله لأن الوقاية خير من العلاج، وأن هذا الموضوع مهم جدًا، ولا يقبل أن في القرن الواحد والعشرون يتوفي أحدًا بسبب «تسمم غذائي» حيث إن الطب وصل إلى أعلى وأرقى من هذا الإهمال.. ما هو التسمم الغذائي وما الذي يسببه؟ وما طرق علاجه؟ التسمم الغذائي هو حالة صحية نادرة، تحدث نتيجة تلوث الماء والطعام بمسببات المرض (Pathogens)، ومن أهمها نوروفيروس (Norovirus) وتتواجد بشكل خاص في المحار والفواكه والخضراوات، السالمونيلا والتي تتواجد في البيض واللحوم ومنتجات الألبان، جرثومة المطثية الحاطمة (Clostridium perfringens) المتواجدة في اللحوم والدواجن، العطفية (Campylobacter) تتواجد في اللحوم النيئة والماء الملوث، العنقودية (Staphylococcus) المتواجدة في منتجات الحيوانات مثل الحليب والبيض، وتعد السالمونيلا والنوروفيروس من أكثر مسببات التسمم الغذائي والتي تستدعي الإقامة بالمستشفى، وتزداد حالات التسمم الغذائي مع بداية فصل الصيف. جدير بالذكر أن معظم حالات التسمم الغذائي لا تستدعي المبيت في المستشفى ولكن بالطبع يكون المريض بالقرب من المرحاض معظم الوقت. ومن أكثر أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي شيوعًا هو تهيج المعدة والقيء والإسهال.. وتستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى 48 ساعة تقريبًا، ولكن يجب استشارة الطبيب على الفور في حال زادت الأعراض حدة.. وعند الإصابة بالتسمم الغذائي من الضروري أن يترك مجالا للمعدة كي ترتاح، بمعنى أن يتجنب المريض الأكل والشرب لعدة ساعات، ما عدا الماء.. فالإسهال والقيء ترفع من خطر الإصابة بالجفاف، ولتعويض نقص السوائل التي يتعرض لها الجسم يجب شرب الماء بجرعات صغيرة موزعة على مدار اليوم، ويمكن تناول قطع من الثلج.. وتعتبر المشروبات الرياضية التي تحتوي على الشوارد الكهربائية (Electrolytes) الأفضل في الحماية من الإصابة بالجفاف، مع التأكد من تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قدر المستطاع. عندما يشعر المريض بإنه قادر على تناول الطعام، يتوجه إلى الأطعمة الخفيفة على المعدة والجهاز الهضمي، والتركيز على الأطعمة قليلة الدهون والألياف، مثل الموز وحبوب الإفطار والعسل والبطاطا والأرز.. والحمد لله نسبة الوفيات من التسمم الغذائي لا تتعدى 1%.. أما في حالة حدوث وفاة بسبب تسمم غذائي فإن وزارة الصحة تقوم فورًا بالتحقيق وبإغلاق المبنى الذي حدثت فيه الحالة وتتخذ الإجراءات النظامية حيال ذلك.