شاع لدى البعض أن هيبة القضاء والقضاة تتمثل في عدم الأخذ والرد والابتسامة ويصل الأمر بعض الأحيان إلى حد عدم رد السلام مع المتقاضين، ولا أقول المتخاصمين، لأن القضاء يفصل حتى ما بين طلاب الحق والعدل، وليس بينهم خصومة، وقد رأينا ذلك بين اثنين تقاضيا في من هو أحق بكفالة أمه وفي ذلك طلب رضا من الطرفين. والقضاء صمام أمان الدول والمجتمعات سياسيًا واجتماعيًا وأسريًا، لأنه يحق الحق بما شرع الله، ويبطل الباطل الذي لا يرضي الله. لذا يتعلق بالتقاضي صاحب الحق ويهابه من كان على باطل.. ومتى كان الكل سواسية أمام القضاء والشرع حتى لو كانوا أمراء أو قضاة أو ما كانوا فتلك قمة هيبة القضاء. والحمد لله الآن قضيتان تثبت نزاهة قضائنا، فقضية قاضي الجن «وقد كان الجني أبكم، أصنج، ولكن الله بالعدل أنطقه وتكلم وكان ذلك مضحكًا» وقد حكم عليه ونشر الحكم ليكون عبرة لمن يعتبر. والقضية الأخرى قاضٍ استغل نفوذه وارتشى وخبب نساء على أزواجهن والميزة أن المحكمة العليا طالبت بتغليظ العقوبة، التي صدرت لأنها مخففة بالنسبة لجرمه. القضاء في الإسلام له استقلالية، ولكن لا استثناء للقضاة ولا لأي أحد كان ما كان إذا ما انحرف سلوكهم عن الشرع الحنيف، وخاصة إذا ما استغلوا نفوذهم ومكانتهم، واليوم مملكتنا الحبيبة لا فرق لديها بين قاض وعامي، أو أمير وغيره، ومنذ أربع سنين نرى قواعد ترسية العدل في الفساد والقضاء عليه من أولويات ولاة الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أطال الله أعمارهما. المستقبل مشرق والتنمية العمل عليها على قدم وساق ورؤية 2030م تكتمل ملامحها، وعشرة سنين قصيرة في عمر الدول وأهم أسسها العدل لأن الفساد دمار كل طموح ومهلكة سياسية واقتصادية واجتماعية. * من صيغ الصلاة على النبي المجتبى الحبيب سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه كما وردت في الأحاديث الشريفة: «اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم». وللعلم لم أضع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأني أنقل نص الأحاديث، ولكن من الأدب وكماله تسيده صلوات ربي عليه، وقال البعض من العلماء ينبغي ذلك حتى في التشهد، والبعض قال بتسيده صلى الله عليه وسلم إلا في التشهد في الصلاة». وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.