يعتبر العمل التّطوعيّ هو الأساس الأول لبناء وإنماء المُجتمعات وتطويرها، وبثّ الوعي بثقافة التّعاون والترابط والدعم والمساعدة والمساندة والتنمية، وهو نابع من خلق العطاء، فهو عملٌ سامٍ وجميلٌ كما أنه فعل إنسانيّ متصلٌ اتّصالاً متيناً بأعلى درجات الإيثار والتضحية والعمل الصالح.. إنه ذلكم الفعل الحضاري الذي يتصدى لتقديمة أولو القوة ممن ينطبق عليهم وصف «إنَّ خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمينُ»، فتراهم حريصين على أن يعكسوا صوراً ايجابية عن طبيعة مجتمعهم وبنيته الفكرية وفطرته السليمة، لأنهم يدركون أن عملهم يساهم في تعزيز قيم التعاون والتكافل في الثقافة الجمعية، مترجمين معنى قوله تعالى «ولتكنْ منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر». إن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم تغفل جانبًا مهمًا من جوانب تطوير المملكة، وهو جانب العمل التطوعي، حيث تطمح بلادنا من خلالها إلى تطوير مجال العمل التطوعي، ورفع نسبة عدد المتطوعين ليصل إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، وإن دل هذا الأمر على شيء فإنه يدل على اهتمام الحكومة بالإنسان السعودي باعتباره الوسيلة الرئيسة للتنمية. من هنا انطلقت جمعية البر بجدة من إدراك عميق وإيمان بأهمية العمل التطوعي ودوره في بناء المستقبل والتنمية ووضعت من ضمن أهدافها الاستراتيجية تشجيع التطوع في دعم أنشطة الجمعية المجتمعية. فتم تأسيس نادي البر التطوعي التابع للجمعية والذي انبثق منه قرابة 25 فريقاً تطوعياً في عدة مجالات لدعم الانسان والإنسانية وأنشطة وبرامج الجمعية وتم تفعيل أدوار عدة فرق تطوعية ومازال العمل مستمراً في التطوير والتحسين لتحقيق التنمية المستدامة وفق عمل مؤسسي مجتمعي لتنمية وخدمة الوطن والمواطن. ما أجمَلَنا حين نطبق معاني الخير على مساحات علاقاتنا المجتمعية، ونكونُ خيرَ من ينطبقُ عليه قولُ رسولِنا صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً».