من تعاريف الهمة: هي ما هَمَّ به الإنسان من أمرٍ ليفعلُه، وهو مبدأ في الإرادة وخصوصاً نهاية الإرادة (فالهمُ مبدؤها، والهمّة نهايتها) والهمة العالية هي «النية الصادقة، والعزيمة الجازمة والإرادة القوية الرفيعة»، والهمة توصف بالعلو ولذلك ترتبط الهمة عادة بالعلو والسمو والقمم وهي استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور وطلب المراتب السامية واستحقار ما يجود به الإنسان عند العطية والتهاون بما يملكه، والهمة تأتي من القلب وتستجمع كل القوى سعياً نحو الكمال أما علو الهمة فهو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور. في الأسبوع الماضي أعلنت الهيئة العامة للترفيه المشرفة على موسم اليوم الوطني ال89 للمملكة، تفاصيل فعاليات الموسم والتي ستقام في جميع مناطق المملكة في الفترة من 19 إلى 23 سبتمبر، وتتضمن تلك الفعاليات المتنوعة الألعاب النارية والحفلات الغنائية والمهرجانات والعروض العالمية والتي صممت خصيصاً لهذه المناسبة الغالية على قلوبنا إضافة إلى ملتقيات الهمة للشباب وتجارب المملكة، وكان المنظمون قد وضعوا هوية لهذا اليوم الوطني التاسع والثمانين تحت شعار (همة حتى القمة) والتي جاءت استلهاماً من مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (يحفظه الله) عندما قال: (همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهدَّ هذا الجبل وتساوى بالأرض)، منوهاً لما في هذه المقولة من مدلولات تعكس همة الشعب السعودي في كافة المجالات ووحدته الوطنية التي أخذت البلاد إلى مستوى عالٍ من التقدم الحضاري. عندما يكون هذا شعارنا (همة حتى القمة) في يومنا الوطني فهو شعار سامٍ ينسجم مع رؤيتنا الطموحة (المملكة 2030) ومثل هذا الشعار يتطلب روحاً طموحة تجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل الغاية وتحقيق الرؤية ولا تبالي بالمشقة والتعب وتستهين بالصعاب وتتوكل على الله وتعلم بأن نفسها طموحة فتعرف قدرها في غير كبر ولا عجب ولا غرور فترتقي بها سلم المعالي وتنزهها عن دنيا الأمور ومواطن الخلل ولا تحملها ما لا تطيق أو تضعها فيما لا يليق، فعلو الهمة يتطلب عصامية لا اتكالاً على حسب أو نسب بل تكفيه همته أن تكون هي حسبه ونسبه لترقى به نحو العلا ونحو القمة. سنمضي بإذن الله خلف قيادتنا بهمم الرجال وبالحزم والعزم نحو القمة وسنحافظ على تلك المكانة ولن نقبل بأن نتراجع عنها أبداً فطموحنا يكبر يوماً بعد يوم، وأحلامنا تكبر لتبلغ عنان السماء.