لمَّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، إلى إمكانية «الرد العسكري» على إيران بعد الهجمات، التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية السبت الماضي، وأثارت موجة تنديد عالمية واسعة. وقال الرئيس الأمريكي في سلسلة تغريدات بشأن الهجوم على معملين لتكرير النفط تابعين لشركة أرامكو السعودية إن «الإدارة الأمريكية تعرف من كان وراء الهجوم على مرافق النفط السعودية». واستدرك قائلاً: «لكننا ننتظر أن نسمع من السعوديين نتائج التحقيق قبل المضي قدمًا في أي خطوة قد تتخذ»، مبديًا في الوقت نفسه استعداده لدعم أمن السعودية. وتابع ترامب: «نحن على أهبة الاستعداد للرد»، من دون تحديد طبيعة الرد. وتعد هذه المرة الأولى التي يلمح فيها ترامب إلى «رد عسكري» أمريكي محتمل على الهجمات ضد منشآت شركة أرامكو السعودية. وتسبب الهجوم على منشآت أرامكو النفطية، والذي أعلنت عنه مليشيات الحوثي الإيرانية، في خفض إنتاج النفط السعودي إلى النصف تقريبًا، الأمر الذي عطل الإمدادات لأكثر من دولة. ودفع الهجوم الولاياتالمتحدة والسعودية إلى الإعلان عن إمكانية الاستفادة من الاحتياطي النفطي الإستراتيجي لديهما من أجل توفير كميات كافية من النفط للأسواق وتجنب النقص. وقال ترامب في تغريدة على حسابه في «تويتر» إنه سمح بالسحب من مخزون النفط الإستراتيجي إذا لزم الأمر، على أن تكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق للمحافظة على استقرار الأسعار.وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها استهداف البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، إلا أن الهجوم الإرهابي الأخير يختلف في طبيعته وحجمه. وتسبب الهجوم بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5 ملايين و700 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل قرابة 6 بالمئة من إمدادات الخام العالمية. وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فقد أنتجت السعودية الشهر الماضي وحده 9 ملايين و850 ألف برميل. وتذهب 4 ملايين برميل يوميًا من صادرات النفط السعودية إلى آسيا، في حين تستورد الولاياتالمتحدة حوالى 600 ألف برميل. واشنطن تكشف صورا للهجمات على معملي أرامكو نشرت واشنطن، أمس، صورا جوية التقطت بالأقمار الصناعية، قالت إنها لأعمدة دخان لمنشأتي بقيق وخريص النفطتين في السعودية، اللتين استهدفتا بطائرات مسيرة. وقال مسؤولون أمريكيون إن الأدلة تشير إلى أن الهجمات تمت بصواريخ كروز، إما من العراق أو إيران. كما أشاروا إلى أن المعلومات تفيد بأن الهجوم لم يكن بطائرات مسيرة من اليمن، فيما أظهرت الصور أيضا أن الهجوم استهدف 17 موقعا داخل المعملين المستهدفين في الموقعين التابعين ل»أرامكو». بريطانيا: نقف بقوة وراء السعودية أكدت بريطانيا امس أن الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط في السعودية السبت خطير وشائن. وقال وزير الخارجية دومينيك راب إن الهجوم «انتهاك سافر للقانون الدولي»، مضيفا أن المملكة المتحدة تقف بقوة وراء السعودية. وأضاف «الصورة ليست واضحة تماما فيما يتعلق بالمسؤول... أريد أن تتكون لدينا صورة واضحة تماما وهو ما سيحدث قريبا». إلى ذلك، أكد أن «هذا الهجوم خطير للغاية على السعودية والمنشآت النفطية وله تداعيات على أسواق النفط العالمية والإمدادات... إنه عمل خطير للغاية وشائن ويتعين أن يكون لدينا رد دولي واضح وموحد لأقصى حد عليه». من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده تعمل مع شركائها لمعرفة منفذ الهجمات على منشآت النفط السعودية، مضيفا أن الهجمات تثير خطر تصاعد الأوضاع في المنطقة. وقال ماس في مؤتمر صحفي «نعكف حاليا مع شركائنا على تحليل الموقف لمعرفة المسؤول عن هذا الهجوم وكيف حدث».