يقول أحدهم: خُيرت بين أمرين كلاهما أحب إليّ من نفسي، وشخصين يتنافسان في التفاضل، وحياتين أريدهما معًا! وقريبين لقلبي الموت أن أفرّق بينهما فكيف وماذا أختار؟ إن الخيرة من الله والاختيار منك.. استفتي قلبك كلما تعرضت لابتزاز الاختيار، أما العقل فهو كالأب يقسو لصالحك، والقلب كالأم تحنو دائمًا، تأنيبه أقوى ولومه أجن.. إن خيرت بين أمرين اختار الذي شعرت معه بالراحة أكثر، فمن لطف الله أنه لا يُعيشك نفس الشعور في ذات اللحظة تجاه أمرين، إنما يشعرك بالأمان لأمر، وبالخوف لأمر آخر. أما عن الشخصين المتفاضلين اختار من يستطيع أن يجعلك تحبه وليس الأفضل، إنما الأحب والأحن الذي نظرت إليه وأطلت النظر لسبب لا تعرفه.. وإن خيرت بين حياتين اختار التي تراها من على بعد أميال طويلة أنها المناسبة لك، وليست للآخرين مهما كانت مكانتهم عندك .. وإن خيرت بين اثنين قريبين لقلبك فاعرف أن الله لا يساوي اثنين في قلبك بنفس الدرجة، ولا يجعلك تحبهما بالتساوي معًا.. فاختار من تشتاق له أكثر، تسامحه أكثر، تمنحه فرصًا أكثر، وتشعر معه بالسعادة أكثر، فإن غاب شعرت باحتياجك لأحد يملأ فراغه، يجعلك تخطئ لأنه بعيد، ويجعلك على حق لأنه قريب، الذي تعود له كل مرة كأنها المرة الأولى، وشيء في صدرك لا يقويك على رفضه، وأشياء في قلبك لا تطاوعك أن تجعل في مكانه غيره.. اختار قراراتك بعناية وانتباه كإنسان بسيط شغوف يستحق أن يعيش أجمل أيامه لأن له عمرًا واحدًا لن يعيده حتى لو تعلم من أخطائه.