حين يعد الرجال العصاميون فحتماً سيبرز اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيد الجمعان فهو من الرجال الذين شقوا طريقهم بكل جد رغم ضعف الإمكانيات. اعتمد على نفسه.. وحين كتب الله له التوفيق لم ينس مجتمعه وأبناء مجتمعه فقدم المبادرات التي لا يرجو منها إلا وجه الله وخدمة المجتمع. حظى عيد الجمعان بتقدير أوساط المجتمع نظير إسهاماته وتميزه بالكرم والجود ورجاحة العقل.. ويقصده الكثيرون لقضاء حوائجهم والمساهمة في حل مشاكلهم ولم يكن يتوانى في تقديم يد العون. ولد في أرياف الأسياح بالقصيم عام 1364ه، وغادر لطلب الرزق الى الرياض وهو ابن العاشرة فقد نبغ صغيراً وتحمل هموم الرجال الكبار.. بدأ حياته العملية ثم غادر إلى الكويت عمل بها فترة من الزمن وكون علاقات واسعة مع رجالات الكويت واكتسب سمعة طيبة.. بعد مرحلة الكفاح عاد إلى وطنه محملاً بالخبرات ورأس المال ليبدأ حياة جديدة ليساهم في تنمية الوطن خلال فترة الطفرة الاقتصادية، وأسس استثماراته ليكون له دور تنموي واسهام في تنمية الوطن. ولأنه يحمل أخلاق الفرسان فقد عشق الفروسية والخيول وأسس واحداً من أكبر الإسطبلات السعودية وبات أحد أهم وأكبر ملاك الخيل.. واستشعاراً بدوره الوطني والاجتماعي فقد تحمس لفكرة إنشاء نادٍ نموذجي للفروسية بالمنطقة ليكون بديلاً للموقع القديم الذي تطغى عليه التقليدية والبساطة.. وساهم وبشكل كبير في تمويل إنشاء نادي الفروسية الجديد.. واكسب أبناءه وأسرته محبة الفروسية وأخلاقها وخصالها العالية والقيم الرفيعة. وخلف أبناء يسيرون على نهجه وهم خير من يكمل مسيرته ويحافظ على سمعته ومكانته. انتقل الى رحمة الله تعالى بسبب مرض ألمَّ به سنة 1427ه وعمره 63.. ولا شك إنه يستحق الوفاء والتقدير والتكريم.