أدت الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المعارضة وقوات النظام إلى خسائر بشرية فادحة على محور إعجاز بريف إدلب الشرقي، أمس الأول الأربعاء، واستمرت حتى صباح أمس الخميس. وقُتل أكثر من 15 شخصًا جراء المعارك، بينهم ستة من قوات النظام والميليشيات الموالية له، وجرح 10 آخرين من الجانبين بعضهم في حالات خطرة، وفقًا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له. يأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه منطقة خفض التصعيد المعروفة ب»بوتين أردوغان» هدوءًا حذرًا خلال الأيام الماضية منذ بدء الهدنة الأخير قبل أربعة أيام. من جهة أخرى، أبلغ مسؤول تركي كبير، ليل الأربعاء الخميس، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن أنقرة باتت مستعدة لتطبيق الاتفاق مع واشنطن بشأن إقامة منطقة آمنة في سوريا «بدون تأخير»، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء. واتفقت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرح أن أنقرة لن تسمح لواشنطن بتأخير الخطة التي تسعى السلطات التركية منذ فترة طويلة لتطبيقها. وقال المتحدث الرئاسي إبراهيم كالين لبولتون في اتصال هاتفي إن «الجانب التركي استكمل استعداداته بخصوص تنفيذ خطة العملية المشتركة مع الولاياتالمتحدة بدون تأخير». وناقش الجانبان اجتماعا محتملا بين أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر. وهددت تركيا مرارا بشن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، والتي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي. وكانت الوحدات الكردية- أحد شركاء واشنطن الرئيسيين في دحر تنظيم داعش في سوريا- قد أعلنت أنها ستساعد في تطبيق المنطقة العازلة في مناطقها على طول الحدود التركية. وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية فصيل «إرهابي» لحزب العمل الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في تركيا منذ 1984. وحزب العمال الكردستاني مدرج على قوائم المنظمات «الإرهابية» لدى أنقرةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.