حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى من خطورة الإسلام السياسي ومحاولة بعض التنظيمات تحقيق أهدافها السياسية عبر استغلال الدين الإسلامي والسعي لمخاطبة عواطف الشباب وإثارتها، لخداعهم وتشجيعهم على ارتكاب أفعالٍ مؤذية تحت ستار الدفاع عن الإسلام وأهله. وافتتح العيسى أمس جناح رابطة العالم الإسلامي في المعرض المصاحب لملتقى ريميني للصداقة بين الشعوب في إيطاليا، لتصبح الرابطة أول مؤسسة إسلامية تشارك في المعرض الدولي الذي سجل أكثر من مليون زائر. وتطرق العيسى في محاضرته إلى سُبُل مكافحة الإرهاب والعنف، وأهمية تجفيف منابع التطرف، وذلك عبر مواجهة دعاة الإرهاب بالحُجج القوية التي من شأنها أن تفكك أطروحاتهم القائمة على التلاعب بتفاسير النصوص وإحداث التباس في أذهان بعض الشباب ممن لا يملكون القدر الكافي من التحصين العلمي والفكري، مشددا على أن مفاهيم الإسلام السياسي اختزلت الدين وأساءت إليه، موضحا أن الإسلام دين ودنيا ولا يختزل في غايات سياسية كما فعلت جماعات العنف والإرهاب. وأضاف أن تاريخ أتباع الأديان عموما لم يخل من هذا الخلل، وأن التاريخ الإنساني يشهدُ بأن التطرف والعنف والإرهاب «الديني» و»الإثني» و»الفكري» و»السياسي» لم تختص به فئة دون غيرها.. وأقرب شاهد على ذلك أحداث: «كرايستشرش» و»كولمبو» و»بنسلفينيا» و»كاليفونيا». وشدد الأمين العام في محاضرته على ضرورة الانتباه لما يجول في العالم الافتراضي من نقاشات، وذلك لأن المنصات الإلكترونية أضحت أحد المنابع التي يسعى المتشددون لتجنيد الشباب عبرها ودفعهم لارتكاب الجرائم باسم الإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين كما هو نص القرآن. وعقب انتهاء المحاضرة دارت العديد من النقاشات وأجاب معاليه على التساؤلات، وبين أنه لأخيار للأمم والشعوب سوى تفهم حتمية الاختلاف والتنوع التي تتطلب بناء جسور الإخاء والمحبة والتعاون والتعايش لا حوائط العداوة والكراهية والعنصرية. يذكر أن الحوار شهد مشاركة عدد كبير من الأكاديميين والسياسيين والباحثين وجمع غفير من الشباب الأوروبي. وقد تضمّن جناح الرابطة صوراً وأفلاماً عن مشروعات الرابطة وهيئتها العالمية للإغاثة والرعاية الصحية كما عرضت الرابطة عدداً من الأفلام التسجيلية التي تروي قصصاً لأناس نجحت جهودها في إنهاء معاناتهم من الفقر أو المرض أو الأمّية.