توقّع رئيس الوزراء الروسي خلال كلمةٍ ألقاها في مؤتمر العمل الدولي بسويسرا (يونيو 2019)، إمكانية انتقال الاقتصاد العالمي إلى أسبوع عملٍ مكوّن من (4) أيام فقط. وفي خبرٍ حديث (أغسطس 2019)، أعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، دعم مُقترحٍ جديد يُطالب بتقليص أيام الدوام الأسبوعي إلى (4) أيام فقط، مؤكداً على أنه يتوجّب الإبقاء على الرواتب الشهرية دون تغيير. وفي عام (2018)، أعلنت شركة «بيربيتشوال غارديان» النيوزيلندية نتائج تجربة خفض أيام العمل لديها إلى (4 أيام) مع عدم المَساس برواتب الموظفين، حيث أظهرت ارتفاع نسبة المُشاركة ورضا الموظفين بتوازن حياتهم المهنية، من (54%) إلى (78%)، في حين ارتفعت الإنتاجية بنسبة (20%)، كما أثمرت التجربة عن توفير نحو (20%) في قيمة فاتورة الكهرباء. وفي عام (2017)، جدّد معهد «أوتونومي إنستيتيوت» البريطاني المُهتم ببيئة العمل والتغيير الإيجابي في أنظمته بما يضمنُ حرّية وازدهار الإنسان، جدّد دعوته لتنفيذ مُقترح أيام العمل الأربعة أسبوعياً، لقناعته أن هذا النّمط يُساعد على تحقيق نتائج اقتصادية أكبر خلال فترة زمنية أقل، مع ضمان صحةٍ عقليةٍ واجتماعيةٍ أفضل. وإضافة إلى ارتياح الموظّفين، فقد حقّقت شركة التسويق (بيرسوت) بمدينة جلاسكو الاسكتلندية عام (2016)، زيادةً في الإنتاجية والأرباح بنسبة (30%) بعد اعتمادها جدول (4) أيام عمل أسبوعياً، من دون تخفيض الرّواتب أو البدَلات. يبدو لي أن المُجتمعات المُتقدمة تتجه تدريجياً إلى التوصية بتخفيض عددِ ساعات العمل الأسبوعية إلى نحو (30) ساعة أسبوعياً، أو تخفيض عدد أيام العمل إلى (4) أيام أسبوعياً فقط من غير زيادة ساعات العمل اليومية، ودون المساس بالراتب الكامل ولا إلغاء البَدلات، فضلاً عن أنه، ومع انتشار العامل التقني (الإليكتروني) بحرفية في الأعمال والخِدْمات الحكومية والخاصة، لم يعد امتدادُ ساعات الدوام الوظيفي إلى (8) ساعات يومياً ضرورياً لوظائف متنوّعة، ومن الحكمةِ تفعيل نظام العمل من المنزل (عن بُعد) والعمل بدوام ساعاتٍ مرنة لكثير من الوظائف لضمان زيادة الإنتاجية. يقول الفيلسوف وعالم المنطق والناقد الاجتماعي البريطاني (بيرتراند راسل): «إنّ العالم الحديث يُصيبه الكثير من الأذى نتيجة الاعتقاد بفضيلةِ العمل، بينما أرى السّبيل إلى السّعادة والرفاهية ينحصرُ في الإقلال المنظّم للعمل».