نشرتُ في اليوم الأخير من شهر يونيو 2017 مقالاً في نافذتي في جريدة المدينة كان عنوانه الأصلي: (حرام)، وعنونته الصحيفة يومذاك ب(ترفيه)، وكأنها تستشف ما كان يُعد من برامج ترفيهية في شتى مناطق المملكة بعد انقطاع لما يُقارب أربعة عقود عن أي نوع من النشاطات الترفيهية، حيث حُرِم الناس خلالها حتى من البسمة التي علَّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها صدقة من الأخ لأخيه، ومعروفٌ نُؤجر عليه. **** أشرتُ في مقالي آنذاك إلى تجربة نظَّمتها جريدة «واشنطن بوست» وضعت فيها أحد أكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين في العالم وهو «جوشو بيل»، في محطة للمترو في العاصمة الأمريكية«واشنطن»، حيث استمر لحوالي 45 دقيقة يعزف مقاطع مختارة من أرقى مقطوعات موسيقى باخ. كان «جوشو» يعزف علي كمان قيمته 3.5 مليون دولار. خلال تلك المدة لم يستمع إليه سوى 6 أشخاص، بينما قدَّم حوالي 20 شخصاً المال له، وكان حصيلة ما جمعه هو 32 دولارًا. وعندما أنهى العزف، لم يلاحظ ذلك أحد، ولم يُصفِّق أحد! **** وقد خرجت الدراسة بنتيجة أساسها: - إذا لم يكن لدينا لحظة للتوقف والاستماع إلى واحدٍ من أفضل الموسيقيين في العالم، فكم من الأشياء تفوتنا في الحياة؟. - الحياة قصيرة.. والسعادة اختيار. * وقد علَّقتُ وقتها قائلاً: «تخيَّلتُ أن عازف الكمان يجلس في إحدى محطات قطار الرياض/ الدمام، وقد أرسلته هيئة الترفيه لاستقصاء رأي الناس في الحفلات التي تقيمها في الأعياد، أملاً في إدخال بعض السعادة على قلوبٍ مكتئبة». ** ** وربما كان الأمر هنا توارد خواطر مع هيئة الترفيه التي جعلت من «جدة» مركزاً لبدء نشاطاتها على استحياء عام 2017، بحفل موسيقي للموسيقار عمر خيرت -اعتبرته بمثابة «جس نبض»- تلته حفلات فنية حققت حضوراً جماهيرياً منقطع النظير، في كل مناطق المملكة تفعيلاً لرؤية #المملكة_2030، لما يُمثِّله قطاع الترفيه من أهميّة كبرى في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، وإبراز ملامح الفن السعودي، ومنح المدن قدرة تنافسيّة دوليّة. • إنها عجلة الحياة تدور دورتها الطبيعية بعد أن أفلح البعض في عرقلة دورانها لبعض الوقت.. فلا يمكن إيقاف الزمن، ولا الوقوف أمام التقدُّم. #نافذة: * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «روِّحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلَّت عميت».