أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بمناسبة اختتام القمة الإسلامية التي عقدت بمكةالمكرمة أمس أن القمة الإسلامية التي عقدت في مكة ليل الجمعة أدانت الممارسات الإيرانية ورسالتها واضحة، وقال الجبير: «إيران لا تتصرف كدولة تريد أن تنال الاحترام، بل تزرع المليشيات وتفجر السفارات وهذا ليس أسلوب دول». القمم جاءت نتيجة ما يحدث في المنطقة وقال الجبير: إن ما حدث في المملكة خلال الثلاثة أيام الماضية كان حدثًا تاريخيًا حيث استطاعت المملكة أن تستضيف ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية مما استلزم جهودًا كبيرة يُشكر عليها جميع من قام وساهم في إنجاحها، لافتًا النظر إلى أن هذه القمم جاءت نتيجة ما يحدث في المنطقة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية دائمًا تسعى وتعمل من أجل الاستقرار والأمن والتنمية والرخاء وتحسين الوضع المعيشي للشعب السعودي وشعوب العالم العربي والإسلامي إلى جانب بناء جسور التواصل وتشجيع الاستثمارات والتجارة وتمكين المرأة والشباب وخلق بيئة ومناخ تسود فيه التقنية والإبداع لتحسين المستوى المعيشي لأفراد الشعب السعودي والعالمين العربي والإسلامي. نواجه تحديات التطرف والإرهاب وأوضح أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة تتمثل في التطرف والإرهاب والطائفية، مبينًا أن العالم الإسلامي يمثل ثلث البشرية ويشغل مساحة جغرافية كبيرة على الكرة الأرضية ويتمتع بقدرات طبيعية هائلة ويوجد فيه مثقفون ومتعلمون ومؤسسات وفرص هائلة يجب أن تستغل لرفع مستوى المعيشة في الأمة الإسلامية، معربًا عن أسفه لوجود من يخرب هذه الفرص ويسعى لنشر الطائفية ودعم الإرهاب ومد العون للمليشيات الإرهابية بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار والتدخل في شؤون الدول الإسلامية كما تفعل إيران، إلى جانب عدم احترامها للقوانين الدولية وسيادة الدول وللمبادئ التي قام عليها المجتمع الدولي على مدى قرون وهو عدم التدخل في شؤون الآخرين ومبدأ حسن الجوار. القمة الإسلامية أدانت تصرفات إيران وقال: إن القمة الخليجية والقمة العربية أدانتا إيران بشكل واضح جدًا، والقمة الإسلامية أدانت التصرفات التي تقوم بها إيران مثل الهجمات الإرهابية على السفن في خليج عمان ومضخات البترول في وسط المملكة وغيرها من الهجمات، مؤكدًا أن رفض الدول الخليجية والعربية والإسلامية وعدم قبولها لهذه التصرفات. وأفاد معاليه أن القمم بعثت برسائل تؤكد وحدة الصف فيما يتعلق بالمواضيع التي تهم العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكدت جميع القمم أن الحل يجب أن يكون مبنيًا على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدسالشرقية. العالم الاسلامى قال لإيران: كفى وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن أي دولة لا تريد أن تكون معزولة عن المجتمع العالمي أو عن مجتمعها، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي يرفض تصرفات إيران ويقول لها كفى وإذا أردت أن تكوني دولة ذات احترام فعليك أن تتبني سياسات تؤدي إلى احترام الناس، فقتل الدبلوماسيين وتفجير السفارات وزرع خلايا إرهابية في دول أخرى وتهريب السلاح والمتفجرات لدول أخرى ودعم مليشيات إرهابية تسيء للمدنيين وإطلاق صواريخ باليستية على المدن هذا ليس تصرف دولة ولن تعيش وتنال احترام الجوار، مفيدًا أن العالم الإسلامي الآن يعزل إيران ويقول لها لا نقبل تصرفاتك، كما أن المجتمع الدولي عزل إيران وعدّها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، وهي تخضع لعقوبات شديدة من قبل المجتمع الدولي الذي وجه رسالة لإيران بأن استمرارها في هذا المنهج سيزيد العقوبات ويرفع الثمن، وعلى النظام الإيراني أن يركز على تحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني بدلاً من أن ينفق مقدراته على دعم الإرهاب والدمار والقتل، لافتًا النظر إلى أن مسؤولية الحكومات هي مراعاة شعوبها والتركز على التنمية والأمن والاستقرار والسلم وليس الدمار والتخريب كما تقوم به إيران. الإسلام دين وسطية واعتدال وبيَّن أن الإسلام دين وسطية واعتدال، وقال: المملكة العربية السعودية كما قال سمو ولي العهد -حفظه الله- لا نحتاج إلى إصلاح في الإسلام ونود أن نرجع لأصل الإسلام وهو دين محبة وتسامح ودين وسطية ولا إكراه في الدين، هذا هو الإسلام الصحيح، وهذا ما تعمل عليه المملكة عن طريق برامج في التعليم ومركز اعتدال والعمل مع المؤسسات الإسلامية الدولية لنبين للعالم ما هو الإسلام الحقيقي، وسنستمر على هذا النهج وأي جهة أو طرف يدعي أن الإسلام يبرر قتل الأبرياء فهذا غير صحيح، والحضارة الإسلامية هي التي ربطت بين الشرق والغرب منذ آلاف السنين وتعد حضارة وسطية جغرافيا وتاريخيا، مؤكدًا أن هذه صورة الإسلام الذي تسعى قيادة المملكة لإظهارها للعالم وأن تكون مبادئ وسياسات التعاون مع الدول مبنية على هذا الأساس. ما قامت به المملكة بقيادة خادم الحرمين وولى العهد واجب وأكد الجبير أن ما قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- يعد واجبًا عليها ولا تحتاج إلى شكر على ذلك، لافتًا النظر إلى أن الملك المفدى يؤكد دائمًا أن لقب خادم الحرمين الشريفين شرف كبير له، ونحن سنستمر في بذل كل ما في وسعنا وجهدنا لخدمة الحرمين الشريفين والأمة الإسلامية. العثيمين: قمة مكة أدانت بشدة الاعتداء الإرهابي على محطات الضخ السعودية رفع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمناسبة توليه رئاسة القمة الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، معربًا عن جزيل الشكر والامتنان لتفضله -أيده الله- بالتوجيه باستضافة المؤتمر في المملكة العربية السعودية بجوار بيت الله العتيق، مؤكدًا أن ذلك يأتي سعيًا من المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لتعزيز أواصر التضامن بين الدول الإسلامية، ودعم العمل الإسلامي المشترك. وكشف عن ورود برقية تهنئة من فخامة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع دول الأعضاء في المنظمة بمناسبة انعقاد القمة مؤكدًا أن هذه البرقية التي ترد من دولة كبرى مثل الصين التي ليست بعضو في المنظمة تعد إشادة جيدة. وأعرب خلال المؤتمر الصحفي بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير عن شكره لفخامة الرئيس الصيني على ما تضمنته برقيته من مشاعر طيبة، وأكد الدكتور العثيمين أن قمة مكة أدانت بشدة الاعتداء الإرهابي على محطات الضخ البترولية بمدينتي الدوادمي وعفيف الذي يستهدف مصالح الدول وإمدادات النفط العالمية، لافتًا النظر إلى أن تضامن القمة الكامل مع المملكة العربية السعودية ودعمها غير المحدود لجميع الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط، داعيًا المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته للحفاظ على السّلم والأمن في المنطقة. إدانة الأعمال التخريبية ضد أربع سفن تجارية بالإمارات وبيّن أن القمة أدانت كذلك وبشدة الأعمال التخريبية التي تعرضت لها أربع سفن تجارية مدنية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة في بحر عُمان ووصفته بأن عمل إجرامي يهدد سلامة حركة الملاحة البحرية. التنويه بالدور البارز للمملكة في دعم ونصرة القضية الفلسطينية ونوه بإشادة المؤتمر بجهود خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- والدور البارز للمملكة العربية السعودية في دعم ونصرة القضية الفلسطينية، وكذلك الدعم السخي والمتواصل لمؤسسات وأهل المدينة المقدسة والتزام حكومة المملكة العربية السعودية بدعم صندوقي القدس والأقصى المتمثل في دفع مبلغ 320 مليون دولار أمريكي للمحافظة على المقدسات الإسلامية والوفاء بتسديد حصتها من الزيادة في الصندوقين بمبلغ 70 مليون دولار أمريكي التي اعتمدتها قمة عمان 2017، مؤكدًا رفض القمة لأي مقترح أو مشروع أو خطة أو صفقة للتسوية السلمية، لا يتوافق ولا ينسجم مع الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني. تجديد الدعم المتواصل للشرعية الدستورية في اليمن وأفاد أن قمة مكةالمكرمة جددت الدعم المتواصل للشرعية الدستورية في اليمن التي يمثلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فضلا عن دعم استئناف الأممالمتحدة للعملية السياسية للوصول إلى حل سياسي قائم على تنفيذ المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني اليمني، وقرارات الشرعية الدولية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، مؤكدًا مساندته لتنفيذ مخرجات اجتماعات السويد وفقًا لقراري مجلس الأمن 2451 و2452 بما في ذلك الرقابة الثلاثية. وأوضح الدكتور العثيمين أن البيان الختامي للقمة أشاد بالمساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليار و500 مليون دولار لوكالات الأممالمتحدة في اليمن من أجل الإغاثة الإنسانية خلال شهر رمضان المبارك. تأكيد ضرورة التزام الأطراف الليبية بمراعاة المصلحة العليا وفيما يتعلق بالملف الليبي قال الأمين العام: إن البيان الختامي أكد ضرورة التزام الأطراف الليبية كافة بمراعاة المصلحة العليا وتجنيب شعبها مزيدًا من المعاناة وويلات الحروب؛ وضرورة عودة الأطراف الليبية إلى المسار السياسي كما دعا إلى تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره. تأييد خيارات الشعب السوداني وما يقرره حيال مستقبله وأضاف: إن القمة أعربت عن تأييدها لخيارات الشعب السوداني وما يقرره حيال مستقبله، ورحب بما اتخذ من قرارات وإجراءات تراعي مصلحة الشعب وتحافظ على مؤسسات الدولة، لافتًا النظر إلى إشادة المؤتمر بدور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في رعاية مصالحات منطقة القرن الأفريقي بالتوقيع على الاتفاق النهائي (يومي 16 و17 ديسمبر 2018) بين رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس إريتريا وكذلك اللقاء التاريخي للمصالحة الجيبوتية الإريترية. الترحيب بنتائج مؤتمر العلماء حول السّلم والأمن في أفغانستان وتابع قائلاً: إن القمة الإسلامية في مكة رحبت بالنتائج التي تمخّض عنها المؤتمر الدولي للعلماء حول السّلم والأمن في أفغانستان الذي عُقد في مدينتي جدةومكةالمكرمة يومي 10 و11 يوليو 2018، موضحًا أن القمة نددت بالوضع غير الإنساني الذي تعيشه أقلية الروهينجيا المسلمة، ودعا إلى التحرُّك العاجل لوقف أعمال العنف، وكل الممارسات الوحشية التي تستهدف هذه الأقلية، مؤكدًا أن الحرب على الإرهاب أولوية قصوى لجميع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، مشيرًا إلى ترحيب القمة بإطلاق مركز صوت الحكمة للحوار والسلام والتفاهم في المنظمة بوصفه خطوة مهمة ترمي إلى تفكيك بنية الخطاب المتطرف.