الإسلام بريء من كافة أشكال التطرف والإرهاب والعنف، ومنه نستقي معاني العدل والسلام والرحمة والأمن والاستقرار والتعايش بين المجتمعات المختلفة، وبالرغم من وجود حملات اجرامية شرسة تسعى إلى تشويه ديننا الحنيف وإلصاق تهم العنف والإرهاب والتطرف والغلو واستغلال حالة الفوضى والعنف والتي تعصف ببعض الدول الإسلامية إلا أن المملكة العربية السعودية سعت دائماً إلى مواجهة تلك الحملة بحزم وعزم فعمدت إلى اتخاذ خطوات حاسمة لكشف حقيقة تلك التهم وبيان أخطائها ومزاعمها وشبهاتها وتعزيز مبدأ الوسطية والاعتدال بعيداً عن الإفراط والتفريط كما حرصت على تفعيل مفاهيم التسامح والتيسير. بالأمس افتتح المؤتمر الدولي حول (قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة) والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة وتم إعلان «وثيقة مكةالمكرمة» وقد جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) والتي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة «أن المملكة لا تزال تؤكد سلامة منهج الوسطية والاعتدال ودوره في حماية بلادنا وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها في مواجهة كافة محاولات اختطاف المجتمع -يميناً أو يساراً- عن هذا الوسط العدل والذي جاء به ديننا الإسلامي، مؤكداً بأن الدين شرع مطهر وليس رأياً يرتجل، وكل رأي ليس معصوماً في المطلق مع التقدير للاجتهادات المسندة بالأدلة القاطعة لعلماء الأمة ومفكريها». كما تم خلال تلك الكلمة الضافية تجديد الدعوة لإيقاف خطاب العنصرية والكراهية أياً كان مصدره وذريعته والدعوة إلى الإصغاء إلى صوت الحكمة والعقل وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال وتعزيز ثقافة التوافق والتصالح والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية إذ أن عالم اليوم في أمس الحاجة إلى وجود القدوة الحسنة والتي نقدمها نحن المسلمون وهي التي تعمل على نشر الخير للبشرية جمعاء تحقيقاً لرسالة ديننا وقوله عز وجل (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). يعلو اليوم في مكة صوت الوسطية والاعتدال والحكمة كما يعلو فيها صوت الحق ومن مقتضيات تلك الوسطية التيسير والتخفيف على الناس ورفع المشقة والحرج عنهم والبعد عن التنطع والتشديد والحرص على جمع الكلمة وتوحيد الصف والتحذير من الفرقة والتشرذم وتحصين الأجيال القادمة من الأفكار الضالة والمنحرفة وتفنيدها فهم جيل المستقبل الذي سيساهم في تنمية الوطن.