شهر رمضان لا يأتي في العام إلا مرة واحدة، وهو شهر يمتاز بالكثير من الصفات المميزة وفي مقدمتها أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيه الكثير والكثير من الخيرات، ومع قدوم هذا الشهر المبارك علينا أن نحرص على أن ننتهز هذه الفرصة لنجعل لنا برنامجاً خاصاً ننهل من خلاله من خيرات رمضان ويكون برنامجاً قائماً على الإنتاج والعمل وحسن الصيام والقيام وكثرة الذكر وقراءة القرآن وصلة الأرحام والإحسان للفقراء والمساكين والقرب منهم والتودد اليهم والإحساس بهم، يجب أن يكون برنامجنا في رمضان يركز على كسب الكثير من الحسنات وترك السيئات والتخلص من العادات والسلوكيات غير الجيدة والتي تعوَّد عليها البعض، فنُشهر في هذا الشهر حقيقة قربنا من الله ونطلب منه العفو عما مضى ونعلن فيه الصلح مع الله ونطلب خلاله كسب مغفرته فنحن لا نعلم هل سيعود علينا رمضان مرة أخرى أم سيكون هذا الشهر آخر شهور رمضان لنا. بعد ساعات يحل علينا ذلك الضيف العزيز والذي ننتظره في كل عام وندعو الله أن يبلغنا إياه، إنه شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والقيام وقراءة القرآن، شهر مضاعفة الأجور وصفاء الصدور والتراحم والتغافر والتسامح، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين، شهر كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يستعدون له قبل قدومه بستة أشهر فيهيئون أنفسهم للطاعة والعبادة ويستقبلونه بالتوبة من الذنوب والمعاصي وبردِّ الحقوق إلى أهلها وتصفية القلوب من الغل والحسد والشحناء والبغضاء والإلحاح على الله بالدعاء ليبلغهم الشهر الكريم. بعد ساعات يحل هذا الضيف علينا بعد عام حافل بالأحداث المختلفة على بعضنا والتي منها ما يسر ومنها ما يحزن ومنها ما نعتز به ومنها ما نأسف عليه وهاهو يأتي شهر رمضان بأجوائه الروحانية وساعاته الربانية ليكون أشبه بالعلاج النفسي والواحة الغناء بعد طول تعب ومشقة، ومحطة للتزود بما يحتاج المرء من زاد وغذاء واختلاء بنفسه ليرتاح من كل تلك الضغوط. فأهلاً وسهلاً برمضان ولنحمد الله على أن بلغنا هذا الشهر في حين توفى آخرين، وعافانا في حين ابتلى آخرين بالمرض، وأنعم علينا في حين يعاني كثيرون من قلة الطعام والشراب، ولنجتهد في التعرض لنفحاته والاستفادة من خيراته.. (رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له) وكل عام وأنتم بخير.