تقترب الولاياتالمتحدة من تغيير سياستها في اليمن، وقد أعطت تاريخ 15 من هذا الشهر لاتخاذ قرار بشأن المرحلة المقبلة وكيفية التعاطي مع الحوثيين، وحسبما ذكر موقع "العربية.نت" الذي تحدث إلى مسؤولين في الحكومة الأمريكية وقالوا: "إن الإدارة الأمريكية كما كل الأطراف المعنية باتت تفقد صبرها بسبب تقاعس الحوثيين عن تنفيذ التزاماتهم في السويد" وترى واشنطن بشكل خاص أن الحوثيين لم يقوموا بما هو مطلوب منهم، ولم يفوا بتعهداتهم التي وقّعوا عليها في استوكهولم منذ أشهر عدة. ووصف المسؤولون الأمريكيون الحوثيين بأنهم خبراء في إضاعة الوقت والخوض في التفاصيل لتأخير أي خطوة مهما كانت صغيرة، وهم يعيقون الانسحاب من الحديدة، حتى وصل الأمريكيون إلى لحظة يسألون فيها إن كان الحوثيون يريدون فعلاً إنهاء هذه المرحلة والتوجّه إلى الخوض في المرحلة السياسية والتوصّل إلى حلّ في اليمن. يعتبر الأمريكيون أيضًا أن الحوثيين ليسوا بالضرورة جسمًا واحدًا ولا يخضعون لزعامة متينة بل إنهم منقسمون وتسيطر على فصائلهم توجهات متناقضة تمنعهم من الاستقرار على رأي، وهذا ما يتسبب في تقلبات في مواقفهم. مسؤولية إيران يلقي المسؤولون الأمريكيون بعضًا من اللوم على إيران وتصرفاتها واعتبروا خلال التحدّث إلى "العربية.نت" أن إيران فعلت كل ما هو ممكن لدعم الحوثيين وأعطتهم السلاح والتدريب والمال مباشرة ومن خلال تنظيم حزب الله التابع لها، يؤكد الأمريكيون أن إيران تطلب من الحوثيين تعطيل مسار الانسحاب من الحديدة وألقوا باللوم على طهران لأنها تدخّلت في اليمن وتسببت بالكثير من الفوضى وزعزعة الأمن وتهديد الملاحة الدولية وأمن الدول الجارة وتعريض سلامة الجنود الأمريكيين المنتشرين في الخليج العربي. وعبّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن هذا الموقف بداية الأسبوع عندما قال: "إن الطائرات التي تستعمل مطار الملك خالد الدولي في الرياض معرضة للخطر والولاياتالمتحدة لديها واجب حماية مواطنيها"، وألقى بومبيو باللوم حصرًا على إيران واعتبر أن حرب اليمن "تقودها إيران" وأن طهران اختارت "أن تطلب من الحوثيين" عدم الانسحاب من الحديدة، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ل"العربية.نت": إن من حق السعودية الدفاع عن نفسها ووجود صواريخ في اليمن تهدّد أراضي الدول الجارة أمر غير مقبول على الإطلاق وحان الوقت أن يطبّق الحوثيون بنود استوكهولم". نهاية الانتظار كما حذّر مسؤولون أمريكيون خلال حديثهم مع "العربية.نت" من أن الموفد الخاص لليمن مارتن غريفيث، حاول مرات كثيرة مع الحوثيين، وذهب إلى صنعاء أكثر من مرة، وسيدلي في الخامس عشر من هذا الشهر ببيان أمام مجلس الأمن الدولي، بعد ذلك لن ينتظر الموفد الدولي ولا الأطراف الدوليون موقف الحوثيين، وستبدأ مسيرة جديدة في اليمن حيث لا يملك الحوثيون "حق النقض" وستدعم الولاياتالمتحدة الحكومة اليمنية الحالية في مساعيها، كما أن الولاياتالمتحدة ستدعم إعادة بناء الشرعية اليمنية على الأراضي التي تسيطر عليها. "لا مشاورات قبل ستوكهولم" وأكد المسؤولون الأمريكيون ل"العربية.نت" أن الحوثيين سيكونون أمام خيار الالتحاق بالمسيرة الجديدة، لكن الولاياتالمتحدة لن تسمح لهم بتأخير هذا المسار، وباتت تعتبر أن المجتمع الدولي أعطى الحوثيين الوقت الكافي للانخراط في المسيرة السياسية على أساس التوافق بين جميع الأطراف. محاولة أخيرة اعتمد الأمريكيون لسنوات على دور الوسيط العماني، وما زالوا يعتقدون أن مسقط قامت بدور إيجابي أقله إيصال الرسائل إلى الحوثيين وتوفير بعض النصح لهم، وهذا ما فعله وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وأبقت الإدارة الأمريكية هذه القناة مفتوحة في ظل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، عند هذا المنعطف ومع اقتراب موعد الخامس عشر من هذا الشهر سيرى الأمريكيون مرة أخرى أن عليهم التحدّث إلى حكومة عُمان لإيصال رسالتهم إلى الحوثيين بوضوح، وربما تكون دعوة أخيرة لانضمام الحوثيين إلى مسيرة التوافق السياسي والابتعاد عن زعزعة الأمن وتهديد الدول المجاورة.