أصبح مرمى المسلسل التاريخي الاجتماعي «العاصوف» بعيدًا عن النقد الاجتماعي، والسخط الذي تعرض له العام الماضي، بعد الانقسام المجتمعي حول ما طرحه المسلسل في جزئه الأول، وانخفضت حدة النقد لأدنى الدرجات خلال اليومين الماضيين بعد الإعلان الترويجي للقناة الناقلة ل»برومو» الجزء الثاني من المسلسل حتى أن المشاهد أتضح أنها صورت داخل «لوكيشن خاص» شبيه بالحرم المكي ولكن أيضًا لم يكن هناك نقد قاسٍ تجاهه، واتضح من خلال التعليقات أن الجميع ينتظرون المسلسل، ومشيدين في نفس الوقت إلى الأحداث الكبيرة التي سترافق مجريات حلقات المسلسل، عكس ما كان عليه في جزئه الأول حينما تعرض لهجوم عنيف قبل بدايته مما شكل ضغطا كبيرا على القائمين عليه وتم تأجيله كثيرًا قبل أن يبث رمضان الماضي. ويسلط المسلسل هذا العام الضوء على حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف عام 1400 من قبل جماعة إرهابيه يقودها شخص يسمى «جهيمان»، وتضمن الإعلان الترويجي للمسلسل مشاهد لأحداث وقعت في الحرم المكي أوائل القرن الهجري الحالي من أشخاص يحملون أسلحة مهددين أرواح المعتمرين، ويعتبر الجزء الثاني من العاصوف هي المرة الأولى التي يتم تداول حادثة الحرم بشكل درامي بعيدًا عن التقارير الأخبارية والأفلام الوثائقية. وعلق النجم ناصر القصبي حول أحداث الجزء االثاني بقوله: «شخصيّات الجزء الجديد هي امتداد لتلك التي قدمناها في الجزء الأول من هذا المشروع الملحمي، موضحاً: «نرصد أحوال المملكة في تلك الأثناء، كيف بدأت وإلى أين وصلت وما الذي تبدّل، كل هذا مروراً ببعض أهم الأحداث التي جرت في تلك الحقبة وتركت آثاراً كبيرة على المملكة والعالم بأسره. هذا هو جوهر العمل! أما العنوان العريض فهو التحولات التي حصلت في المجتمع السعوي خلال تلك الفترة. ويضيف القصبي قائلاً: «نحاول خلال العمل سبر تلك المتغيرات التي طرأت على المجتمع عبر رصد الأحداث والتحولات والظروف التي عاشتها البلاد آنذاك، وما نتج عنها من تغيّرات طالت الكثير من المفاهيم، بما في ذلك التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها». وبيّن: استغرقت كتابة النص منا وقتاً طويلاً بهدف الخروج بالعمل وفق الصورة النهائية التي نقدمها، لذا فإن الحلقات تتضمن أحداثاً تتميز بإيقاعها السريع، إذ أن هذا النوع من الأعمال لا يحتمل البطء. وتطرق عبد الإله السناني إلى شخصية محسن في العمل، ويقول: «لمس المشاهد في الجزء الأول أن هذا الرجل مختلف عن بقية أفراد الأسرة. في الجزء الثاني تزداد حدة الصراع بين الشقيقين، في مقابل توازن تمثله الأم التي تحاول دائماً تهدئة الوضع». يوضح السناني الأسباب النفسية والمادية لنقمة محسن، عازياً ذلك لعدم تمكنه من الإنجاب، فضلاً عن كونه غير ناجح في تجارته، لذا فهو يغار من شقيقه ما سيدفعه في مرحلة ما إلى ارتكاب أشياء قد لا تحمد عقباها». ويضيف السناني: «هذه شخصية سايكولوجية، تتفاعل مع الحدث بحسب المصالح، لذا نراها متذبذبة، تعاني حالة نفسية اضطرابية». من ناحية أخرى يوضح السناني أهمية دور محسن بالنسبة له، فيقول: «المكسب بالنسبة لي أنني تحولت من الكوميديا إلى الشر، حيث لا أكرر نفسي، ومشروعي ألاّ أقدم شخصيات كوميدية قبل انتهاء «العاصوف»، وأعد الجمهور أن لا أكرّر شخصية قدمتها سابقاً». الجدير بالذكر أن العمل يضم في جزئه الثاني إلى جانب النجم الكبير ناصر القصبي، عبد الإله السناني، ليلى السلمان، ريم عبدالله، حبيب الحبيب، ريماس منصور، زارا البلوشي، إلهام علي، عبد العزيز سكيرين، وغيرهم.