ساطع في سماء التسامح، يمضي الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشددًا على قيم الإسلام السمحة، ومرطبا قلوب الناس في القارات الخمس. ولأن ذلك كذلك، تسعى جوائز وشهادات التقدير إليه.. الي الرابطة بمنهجها السليم، والي الأمة الاسلامية بشريعتها السمحة والمحبة والمنادية بالسلام والعدل والخير. في ضوء ذلك، لم يكن غريبا أن يمنح المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية الدكتور العيسى جائزة «السلام العالمي للأديان»، تقديرًا لجهوده الدولية في تعزيز السلام بين أتباع الأديان، ولم يكن غريبًا كذلك أن تمنحه الحكومة الماليزية في عام 2017 أعلى أوسمتها وأعلى ألقابها وهو وسام فارس الدولة بلقب داتو سري لجهوده في نشر الوسطية حول العالم. ولم يكن مفاجئا أن يقف المنسق الأعلى لشؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف، شاكرا وممتنا ومشيدا به وبجهود رابطة العالم الإسلامي في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام حول العالم. ومثلما خطف العيسى الأنظار في ملتقى «ويلتون بارك» الذي نظمته الحكومة البريطانية، وهو يؤكد أن عالم اليوم يحتاج إلى أجيال تنشأ على أسلوب تربوي يعلمهم كيف يفكرون ويعزز لديهم احترام الآخرين وتقبلهم، ويرسخ لديهم الإيمان الحقيقي بأن الاختلاف والتنوع من طبيعة البشر، سجلت جمهورية تتارستان رئيسًا وحكومة وعلماء وطلاب، إعجابها بهذا الوجه السمح المعبر عن حقيقة الاسلام. ومن أوربا، الي روسيا، يمضي الرجل للتأكيد على محاور عدة، أبرزها إيضاح حقيقة الإسلام في مواجهة أفكار التطرف المحسوب زوراً على الإسلام، ومد جسور التواصل والحوار مع أتباع الأديان والثقافات، ومد جسور الدعم الخيري للجميع دون تفريق لدين ولاعرق ولا لون. وبفطنة المسلم، وبصيرته يكرر الدكتور العيسى في كل مكان على حقيقة أن «بروبغندا الجماعات المتطرفة» لا تنشط إلا في البيئة الراكدة ثقافياً واجتماعياً، لافتاً النظر إلى أن يقظة المسلم وفطنته كفيلةٌ بكشف دعايتها المظللة وهزيمتها بسهولة.. وأن المسلم الحق هو عنصر وئام وسلام وشجرة طيبة تُثمر وتغدق، وتمنح الجميع من خيرها وظلالها، وأبعد ما يكون عن منهج التشدد والتطرف، تتحدث عنه أفعاله قبل أقواله، ويصدق عليه بأنه أخلاق تمشي على الأرض، وطاقة إيجابية تُشع على الآخرين بضياء إيمانه وصفاء وجدانه. وامتدادا لروح التسامح، يشير الدكتور العيسى، إلى الأثر الإيجابي لعدد من المستشرقين الذين أسهموا في نشر الإرث الإسلامي وأنصفوا مضامينه ونوهوا بقيمه الحضارية والإنسانية، مرحبا بالأهداف النبيلة للاستشراق ودعمه لها، ومؤكدا أن جميع الأطروحات الاستشراقية غير المنصفة تلاشت في أرشيف النسيان وبقي الإنصاف أمام الجميع يحيي سنة الخالق في هيمنة الحقيقة. ولد الدكتور العيسى عام 1385 للهجرة، وتم تعيينه وزيراً للعدل، ثم مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، قبل أن يصبح أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي. ولعل من أبرز إسهاماته في حقل القضاء تلك الإصلاحات البارزة وفي مقدمها مشروع تقنين الأحكام القضائية. ويسجل التاريخ المعاصر له تبنيه دعوة الجاليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية إلى احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، وأن تكون مطالبتهم بخصوصياتهم الدينية وفق القوانين وبالطرق السلمية وأن عليهم احترام القرار النهائي الذي يفصل في مطالبتهم سواء كان تشريعياً أو قضائياً.